في عتمة الحافلة: بقلم تيسير المغاصبة

 (في عتمة الحافلة)

     الجزء الثالث

،،،قصص،،،

بقلم :تيسيرالمغاصبه 

        -١٣-

-------------------------------------------------------------

  ،،، الجميلة النائمة،،،


      الفصل الأول


بدأ صعود المسافرين إلى الحافلة الضخمة التي 

كنت حريصا على أن تكن ذات الطابقين،

ولأن عدد المسافرين كان قليل قررت أن لااجلس 

على مقعدي الكائن في الطابق الأول الذي لا احب

الجلوس عليه أبدا لأنه مشترك -أي -طاولة 

تحيط بها المقاعد ،

فصعدت إلى الطابق الثاني ونفس المقعد الذي 

أفضله دائما ..أمام النافذة كي أنظر من خلاله 

إلى الشارع والجبال وأستمتع بالاجواء الجميلة،

وقفت قليلا أتأمل المقاعد والمسافرين وهم 

يمرون ولازالوا محنحين الظهور بسبب شدة الأمطار في الخارج،

لعلهم نسيوا أن يسندوا ظهورهم،

ولأن الزمن يعيد نفسه فتبدو رحلاتي كما وإنها 

رحلة واحدة لم تنتهي بعد ،كنت كلي شوق إلى تكرار رحلة عاصفة كسابقاتها بعد أشهر من العمل

 المرهق،


كان مقعدي الذي إخترته كالعادة أول مقعد أمام

النافذة لابدو من خلال جلوسي كما وأني انا الذي

أقود تلك الحافلة الضخمة..ههههه أو اقود طائرة،

لم اكن من هؤلاء الذين يتأملون الوجوه بنظرات

ثاقبة ،

قد يكون سبب ذلك هو الحياء الزائد ..ربما..وبقدر إفتتاني بالوجوه الجميلة فأنا في الغالب لاأخذ

 حقي من الطريق والاماكن، 


ولهذا السبب لم أحدق بها جيدا عندما إقتربت 

مني ..لكني لاحظت إنها قد تأملتني قليلا ودون 

أن تلقي علي  التحية ..كانت تمشي ببطء فبدت

كما وإنها شخصية أنمية جميلة،

إنبعثت رائحتها الأنثوية  المثيرة للشغف،

جلست بجانبي في تكاسل كما وإنها عائدة من 

جبهة قتال أو إنها كانت تحمل على ظهرها حمل 

ثقيل ثم رمته عن كاهلها،

غيرت وضعية جلوسي المريحة وذلك من طبيعتي،

السلوك المهذب مع الغير ،وماذا لو كان ذلك الغير  من الجنس اللطيف، لم أستطيع إستراق

النظر إليها لأن ذلك الفعل يحتاج مني إلى إستدارة 

كاملة لإنها كانت إلى جانبي ..ملاصقة بي تماما 

خصوصا أني كنت قد نسيت أن أنزل متكىء 

المقعد الفاصل بيننا ،وهي أيضا لم تقم بأنزاله،

مر نصف ساعة تقريبا على إنطلاقة الحافلة..

وانا لازلت لم أتبين ملامحها جيدا ..لكن طيفها 

وقوامها يدلان على إنها جميلة ،

خيل إلي أن رأسها بل وكتفها كانا يميلان إلي ..

بل مالا بالفعل حتى إرتمى  رأسها على 

كتفي ،فكنت أسمع صوت أنفاسها الطبيعية كفتاة

مستغرقة بالنوم بالفعل،

لحظات فأسترخى رأسها تماما على كتفي حينها

تاكدت بإنها نائمة بالفعل ،ذلك أمدني بالجرأة كي 

أدير عنقي وأن أتأمل وجهها ..كان شعرها المنسدل

كستارة من حرير يغطي نصف وجهها الجميل 

بينما لفحتني أنفاسها الساخنة التي كانت قريبة

جدا مني،

مالت إلي كالطفلة فكادت أن تقع أرضا ..تلقيتها 

بحنو لأني كنت متأكدا فيما لو لم أفعل ذلك 

لكان سقطت عن المقعد، 

لكنها أمسكت بيدي لتحتضنها بيديها الاثنتين 

وتضمهما إلى رقبتها وثم تستغرق في النوم من 

جديد،فبدت كما وإنها وجدت الأمان ،

إنتثر شعرها الناعم فوق ساقي ليخفي نصف 

وجهها من جديد ويغطي معه يدي ،

إقتربت المضيفة منا بداية لم ترى الفتاة لإنها 

كانت تنظر من بعيد وقبل أن تراها قالت مبتسمة:


-لم يحلو لك الجلوس سوى في آول مقعد كي

تتعبني ؟


بعد ذلك رأت الفتاة وقالت :


-عفوا ..الله يحفظها لك؟


(يتبع...)

تيسيرالمغاصبه 

٧-٢-٢٠٢٢


تعليقات

المشاركات الشائعة