عجوز الوادي: بقلم تيسير مغاصبه
(عجوز الوادي)
قصة مسلسلة
بقلم :تيسيرالمغاصبه
-----------------------------------------------------------
-١٤-
،، الصراع الجديد،،
قال :
-نعم أنا عربي أو بالأحرى كنت عربي ..ولايسعدني
ذلك ولااعتز بكوني كنت عربي ..ولهذا السبب
لم أسألك عن موطنك الذي جئت منه ..لكن كيف
جئت إلى هنا ؟
-إن صدقتني فأنا جئت بواسطة طائر عملاق..و..؟
-نعم..نعم ..الطائر..عموما لامشكلة فأن ذلك الطائر
كغيرة من الطيور هم أصدقاء لزعيم القبيلة؟
-الطيور المتوحشة صديقة لزعيم القبيلة !!
-لاتستغرب أن الزعيم هو من يربي تلك الطيور
وهي تطيعه وممكن بأمر منه ان يعيدك
ذلك الطائر من حيث أتى بك وبكل سهولة؟
-لكن لماذا أنت هنا يا صديقي؟
-انا لست صديقا لاحد ..ولذلك تركت الدول العربية
وقررت العيش هنا في تلك الجزيرة ..وتستطيع
أن تقل أني ولدت هنا من جديد؟
-وهل تعيش هنا كما يعيشون؟!
-بالطبع.
-هل أنت متزوج من هنا؟
-ههههههه ماذا ..متزوج ..هذه المصطلحات لا وجود لها هنا ..زواج ..إمتلأك...عقد..ممنوع وغير
ممنوع..فالنساء جميعها لرجال القبيلة تنجب أولادا
وبناتا للقبيلة لا لشخص واحد بعينه .
-غير ممكن ؟
-بل ممكن ..وهذه هي الحقيقة المطلقة..بل المنطق
فيجب أن نتكاثر لحمابة أنفسنا من المعتدين و
من الحيوانات المفترسة..أنا مثلا أعتبر جميع
أولاد القبيلة هم أولادي لأني لاأعلم من منهم يكون
من صلبي ؟
-تقصد أنكم تعيشون كالحيوانات ؟
-أن الإنسان حيوان ناطق.
-لكن ؟
-لايوجد هنا لكن .
-ماهي ديانتك؟
-الديانة الأولى فرضت علي لأنها ديانة الآباء
والأجداد ..ثم تمردت على الديانات وتنقلت بعد
إذن من ديانة إلى أخرى ..والأن لادين لي؟
-ملحد؟!!
-نعم ..أنا اعيش في الطبيعة ..وللطبيعة.
-لكن كيف حضرت إلى هنا؟
-ذهبت إلى أمريكا ..وعملت في قناة وثائقية و
عندما زرت تلك الجزر أعجبت بحياتهم وطريقة
عيشهم فأخترت تلك الجزيرة لأعيش فيها بحرية.
-وهل إستطعت التأقلم هنا؟
-بالطبع.
-وماذا تاكل؟
-أكل ماياكلون.
-تلك العجينة المقززة؟
-هههههه هذا لأنك غير معتاد عليها ..وللعلم أن
تلك العجينة تحتوي على كل مايحتاجه جسم
الإنسان من طاقة وبروتينات.
-وماذا تاكلون أيضا؟
-لحوم الحيوانات كالقرود والخازير والافاعي .
-ياإللهي..أنت تاكل القرود !!
-نعم .
-ماأسمك ياصديقي ؟
-بالرغم من أني اخبرتك بأني لست صديقا لأحد،
أنا انتمي إلى تلك القبيلة فقط .. لكن أسمي
الجديد "الحر" ، وما أسمك أنت ؟
-انا غريب .
-حسنا ياغريب سأذهب الأن ...ولكني سأصارحك بشيء أخر ؟
-ماهو ؟
-أنا لم أحبك أبدا ...ولذلك نحن لن نتفق أبدا .
* * * * * * * * * * * *
كنت أشعر بالفعل بكراهية "حر" لي وكانت كراهيته
تزداد يوما بيوم خصوصا بعد أن تغيرت تصرفات
فتاتي السمراء مع الجميع،
كنت أراه يقوم بتلك الأفعال الحيوانية مع جميع
نساء القبيلة متى ما أراد وينظر إلي بأستفزاز ،
وكأنه يقول لي "لنرى إلى متى ستصمد" حتى عندما شردت بأفكاري وتخيلت نفسي أفعل
مايفعلون شعرت بالإشمئزاز ،
حتى قرر يوما ما أن يحطم قلبي وكبريائي وكرامتي فذهب إلى
فتاتي محاولا أن يقوم بنفس الفعل معها كالسابق
وهو واثق من ذلك،
لكنها زجرته ودفعته بعيدا عنها وسط ذهول جميع
أهل القبيلة ،ثم جاء إلي ثائرا ونظر إلي بعيون
تقدح شرارا وقال :
-أنظر في عيني ياهذا ،وإسمعني جيدا يا..غريب ..
ماعليك سوى أن تنهي غربتك تلك وأن تغادر تلك الجزيرة وسوف أساعدك على ذلك،
أما أن تسمح لنفسك بلعب دور المرسل فأنك
ستكون قد إرتكبت خطأ جسيما قد يودي بحياتك
أتسمعني؟
-عن ماذا تتكلم ؟
-أظنك تعلم جيدا عن ماذا اتكلم ،لقد تخليت عن
أصلي كعربي ولم أعتنق اي ديانه لأني انقم على
القيود والتعاليم ،وقد جئت إلى هنا فقط لأعيش
بحرية ،وجئت أنت لتفسد علي حياتي؟
-إذا كنت تتكلم عن تلك الفتاة سأقول لك أني
أحببتها دون سواها ..فتاة واحدة..هي فقط ،
وانا كإنسان مؤمن أريدها لي وحدي وبعد موافقتها ولم اطالب بغيرها .
إبتسم بسخرية وقال:
-لكن تلك الفتاة كغيرها قد تكون أنجبت من صلبي
الكثير من الأولاد والبنات من اللذين تراهم أمامك؟
-لاأهتم لماضيها ..وإنما مايهمني هو فقط من تاريخ معرفتي بها.. فقد عفا الله عما سلف؟
-إسمع....لاداعي للمراوغة أيها الشيطان ،عليك أن تمارس إيمانك وطقوسك في المكان الذي أتيت
منه وإلا.
(يتبع...،)
تيسيرالمغاصبه
٢٧-١-٢٠٢٢
تعليقات