في عتمة الحافلة: بقلم تيسير المغاصبه

 (في عتمة الحافلة)

    الجزء الثالث

،،،قصص،،،

بقلم:تيسيرالمغاصبه 

       -١٥-

------------------------------------------------------------

   ،، لازلت ملكة،،


    الفصل الأول


بحثت عن رقم مقعدي بينما أنا أمسك تذكرتي 

وأنظر حين إليها وحين إلى أرقام المقاعد،

ما أن  رأيت رقمي حتى رأيتها..الفتاة الجميلة  التي إتخذت موضعها إلى جانب النافذة، 

وكان ذلك المقعد الذي أفضل الجلوس عليه في

حالة كانت الحافلة من دور واحد،

لاحظت الفتاة أني شعرت بالحرج من وجودها 

إلى جانبي خصوصا أن المقاعد جميعها ممتلئة، 

وبذكائها البادي عليها إستنتجت بأني لا أريد 

أن أسبب لها الإزعاج أوالحرج بجلوسي إلى 

جانبها،

خصوصا أن ذلك المقعد هو مقعدي حسب تسلسل

الأرقام ،إبتسمت وأشارت إلى المقعد وقالت برقة:


-تفضل ؟


-أشكرك.


كانت ترتدي تيشيرت جميل جدا ،على صدرها 

صورة للاعبة باليه محلقة كالفراشة،

وسروال جينز أزرق من تلك الموضة والتقاليع 

المنتشرة،

أوحى إلي قوامها الرائع الرشيق بإنها رياضية 

من الدرجة الأولى، أو لاعبة باليه أو عارضة 

أزياء،

تسريحة شعرها مميزة لشعر أصفر منساب 

كالذهب المسيح ،بحيث لايسبب لها الازعاج 

إثناء ممارسة الرياضة،

وفي نفس الوقت تلك التسريحة لاتنقص من جمالها كأنثى ..فهي ليست قريبة من تسريحة 

"بوي "،

بل أقرب إلى الكاري ..لكن شعرها خفيف جدا أو بطيء النمو أو ثابت على فورم رباني لايتغير،


وحين يخيل إلي إنها قد يكون لها مساعدة في

إختيار ثيابها وصالون خاص بها -اي-ماكيير 

كالفنانات تماما..لماذا لاتكون فنانة مثلا ،

قالت :


-حضرتك من سكان العقبة ؟


-لا أنا من سكان عمان.


-إذن أنت كنت في رحلة ؟


-نعم صحيح ،انا أفضل أن أقضي بعض أيام 

إجازتي السنوية في العقبة.


-حضرتك مدرس ؟


-لا..انا موظف.


-انا أيضا من سكان عمان ؟


-عمان تبقى أجمل بفصولها الأربعة.


-العقبة جميلة أيضا لكن في حالة قضاء أيام 

قليلة فيها ثم العودة ؟


-هذا صحيح فإذا طالت إجازة المرء فيها فإنه 

حتما سيشعر بالملل والضيق.


-صحيح والأسوء الإقامة الدائمة فيها فهي لاتطاق ابدا؟


*    *    *    *    *    *     *    *    *    *    *    *


بدأ عرض فلم عربي على شاشة التلفزيون ،لم 

تنظر إلى شاشة التلفزيون كثيرا ..أي لم تعط الفلم 

الاهتمام المطلوب ،لكنها كانت تضحك احيانا 

على بعض المشاهد والمواقف دون أن تنظر إلى

الشاشة ،

كذلك انا لم يشدني الفلم أبدا فقد كان من الأفلام 

التجارية الهابطة،

بدأت في تصفح رواية أحضرتها معي بينما كانت

الفتاة تنظر من النافذة متأملة الطريق ،

ثم نظرت إلي وتأملتني بينما أنا أقرأ وقد تظاهرت

بأني لااراها بينما اهتمامي كله قد تركز عليها،

بالطبع لم أستطع التركيز في الرواية ،ثنيت الصفحة وأغلقت الكتاب من جديد ..مدت يدها 

إلى الكتاب وقالت :


-ممكن ؟


-أكيد ..تفضلي .


بدأت في تصفح الكتاب ..و بدأت أنا هذه المرة 

بتأملها ..لو كنت قد إستمريت على برنامج 

الريجيم والرياضة إلى هذا الوقت لكنت الأن 

رشيق مثلها بدل هذا الكرش الذي يجعلني ألهث

ولكان أصبحنا ملائمان لبعضنا ،

ماهذه الصدفة التي جعلتني ألتقي بها بعد أن

توقفت عن برنامجي الرياضي والرجيم القاسي، 

وعوضا عن ذلك  افرطت  في شرب النسكافيه

والكابتشينو وتناول الوجبات السريعة،

كان من الممكن أن لااشعر بالحرج من ذلك الوزن

الزائد ..لو إستمريت ...لكن كلمة "لو"  دائما ماتطرح نفسها،


ماأجمل قوامها ورشاقتها ..لابد إنها تشعر بالراحة

التامة بسبب رشاقتها  ههههه أما أنا فأجلس كالشوال ..بالطبع أن المرأة يجب أن تكن بهذا

 المظهر الرائع الجذاب، 


تخيلت نفسي أراقصها فأبتسمت ساخرا من 

نفسي وأنا أتخيل نفسي أراقصها بذلك الكرش

ههههههه ذلك لايجوز ..فلا بد من التناسق،

فأنا استطيع آن أحملها وأن أجري بها بدلا من 

مراقصتها،

أعادت إلي الكتاب وقالت:


-حقا رواية جميلة؟


شعرت بل تأكدت بإنها كانت تراني عندما كنت 

اتأملها مفتون بقوامها الرشيق وقد أسعدتها تلك

النظرات التي لاتخفى على أحد أبدا فقلت لها:


-هل أنت رياضية؟


قالت بسخرية لم أرى لها أي معنى :


-رياضية !!!


(يتبع...)

تيسيرالمغاصبه 

٩-٢-٢٠٢٢


تعليقات

المشاركات الشائعة