عجوز الوادي: بقلم تيسير مغاصبه

 (عجوز الوادي)

قصة مسلسلة

بقلم :تيسيرالمغاصبه 

-------------------------------------------------------------

     -١٧-

"الفصل الأخير،،


،،مغارة العجوز،،


إستندت على مقعدي المريح الدافىء فوق الجاعد

"جلد الخروف وصوفه" وكنت أشعر 

بالخمول والكسل كان الذئب يتكىء على ساقي 

الأيمن وعينيه تلمع قد يكون باحثا عن الدفء،

كان العجوز يداعب أفعى بيديه ويتحدث إليها :


-تريدين أن تلدعيني أيتها الفاسدة ،جيد أني 

قمت بنزع أنيابك أيتها الخائنة؟


كانت الأفعى تشبه تماما تلك الأفعى العملاقة  التي قابلتها في رحلتي الطويلة ،

رأيت صورة على جدار المغارة لأمراة قبيحة 

كالغولة التي رأيتها أيضا ..ومن جهة ثانية رأيت 

رسومات لنساء شبه عاريات كما وأنها رسمت 

بريشة فنان ،

تحسست رقبتي الدافئة فكان يدفئها جلد ثعلب 

جميل جدا ،نهضت بتكاسل..تأملت المكان ..خرجت

من المغارة متوجها إلى النفق ..مشيت فيه ..لم 

يكن طويل أبدا ولا حتى مظلم بل كان كالمغارة

تماما ولايوجد أي قناة،وكان يوجد بعض الحطب

قد إدخره العجوز  لفصل الشتاء ،

عدت إلى  مغارة العجوز ..كان يقف أمامها وإلى جانبه الذئب يتحسس فروه ويبتسم ثم قال:

 


-لا يوجد أي شيء من كل مارأيته في نومك أيها الشاب.أليس كذلك؟


-هل كنت نائما .


-نعم ..وذلك بسبب المشروب الذي أسقيتك إياه؟


-................... .


-لقد جعلتك تتخيل كل مارأيته..كي تعيش حياة

افضل ..حياة لها معنى ..حياة ..افضل من حياتك

تلك أيها المجنون ؟


-كل ما رأيته وبكل تفاصيله واشخاصه...كان مجرد

وهم ..مستحيل..


-كله وهم ..لأننا نحن وهم وكل شيء حولنا أيضا

وهم ..الدنيا كلها وهم في وهم ..كل شيء وهم 

ولاشيء سوى الوهم؟


-ذؤيبة ..شامرا ..الجنية ..و...؟


-كل ما رأيته في المغارة قد تحول إلى أشخاص 

ووحوش وغيلان وحكايات ..لكن قل لي بصراحة

هل راق لك ذلك ..أليس افضل من تمارتك تلك؟


-نعم ..بكل تأكيد أيها العجوز الغريب لكني غاضب

منك لأنك لم تخبرني من  البداية عن ذلك المشروب ؟


-لو اخبرتك لما قبلت ،والأن قل لي  "لماذا"  ؟


-لماذا .


-لأنك كنت لازلت تحب تمارة ؟


-صدقت أيها العجوز.


-هذه هي حياتي هنا ،أذهب برحلات في عالم 

الخيال والجمال وأعيش حكايات ويعود بي العمر

إلى مرحلة الشباب لأعيش مغامراتي النسائية؟


-إذا تلك الرسومات كانت من ضمن رحلاتي ؟


-بكل تأكيد ..أن كل مارأيته في مغارتي الصغيرة

تلك ظهر باحلامك ..الذئب ..الأفعى ..فرو الثعلب 

الذي كان يدفؤك إثناء نومك ..حتى انا ؟


-ههههههه الأن تذكرت  أنت كنت زعيم قبيلة 

العراة في الجزيرة البعيدة ؟


-ههههه يالسعادتي؟


-وصورة الغولة ماذا كانت تعني ؟


-اما صورة الغولة فقد وضعتها هنا لتخيف الوحوش التي تقترب من المغارة أثناء قيامي 

بإحدى رحلاتي؟


-أنت رهيب ؟


-نعم ..طالما أن الإنسان يعيش حياة بلا معنى ..

حياة عبارة عن مهزلة ..وهم في وهم فلماذا لا 

يذهب إلى عوالم أفضل وشباب دائم ؟


ثم دخل إلى مغارته وأمسك بزجاجة ممتلئة من

ذلك المشروب وقال لي:


-طالما أن ذلك راق لك هذه هديتي لك ؟


-ماهذه.


-فيها من ذلك المشروب الذي أصنعه بنفسي وهو

مزيج من الأعشاب لايضر أبدا ،أما إذا  أردت أن تعيش تلك الاحلام ماعليك سوى أن تشرب منها

  ثلاث جرعات ومن ثم تجلس 

 على مقعدك  الوثير أو أن 

تستلقي على سريرك الدافىء وتترك وراؤك كل هموم الدنيا ومهازلها وأكاذيبها؟


أخذت الزجاجة ووضعتها في جاكيتتي "بدلتي"

ثم قال :


-والان هيا بنا لأدلك على طريق العودة ،لكن ماعليك سوى أن تتخلى عن التفاهات كتمارة 

وغيرها لتعيش سيدا ؟


سرنا معا إلى الخارج ..كان يوجد حمار مربوط 

أمام المغارة ..قام بفك رباطه وقال :


-إمتطيه ؟


إمتطيت   الحمار ثم قال العجوز:


-هذا الحمار سيدلك على الطريق وسيأخذك إلى

الشارع البعيد الذي يربطك بالمدينة  في مسيرة نهار ؟


-لكن ماذا لو لم يأخذني إلى الشارع وأخذني بدلا منه في رحلة بين الصخور لأجد نفسي في مكان أخر؟


-ههههههه لاعليك ياصاحبي أن هذا الحمار هو 

أكثر ذكاء مني ومنك سيأخذك إلى الشارع ومن 

ثم يعود إلى هنا ؟


-أشكرك أيها العجوز العبقري؟


-والأن استودعك الله ؟


ثم قال وكأنه تذكر شيئا :


-إذا أعجبك عالم المشروب الواسع ومن ثم نفذ

من عندك ذلك المشروب  بأمكانك أن تزورني..ذلك إذا حفظت مكاني؟


-لايمكن أن أنساك أوان أنسى مكانك صديقي 

الحكبم ؟


سار الحمار بي في الصحراء الواسعة وكنت لااسمع

سوى صوت خطوات حوافره على الأرض. 


*    *    *    *    *    *    *    *    *    *    *   *


طرق الباب ..عندما فتحته كانت تمارة تقف أمامي

 وكانت تبدو بائسة ..حزينة قلت :


-أنت ؟


قالت :


لقد عدت إليك نادمة بعد أن فقدت إخوتي ووفاة

أبي بعدهم ..لقد..عرفت قيمتك الأن.


-لكني لم اكن في إنتظارك  أبدا..ولم تعودي تعنين لي شيئا؟


-لكني الأن في أمس الحاجة إليك بعد و...؟


-بعد تخليك عني وأنت قوية لاأعتقد أنك ستكوني

شريكة صالحة تعينني على صعوبات الحياة ؟  


-إعطني فرصة .


-انصحك بأن تحترمي قراراتك ..كما إحترمتها انا؟


-لكن.


-وداعا ياتمارة ..وداعا ؟


غادرت تمارة وسمعت صوت خطواتها الثقيلة وهي

تصعد الدرجات ..أغلقت بابي ..وأغلقت معه قلبي

وتوجهت إلى غرفة نومي ..شربت ثلاث جرعات 

من الزجاجة ..إستلقيت على سريري وأنا أتمنى 

أن لاأصحو أبدا. 


             (   تمت )

             تيسيرالمغاصبه 

             ٣٠-١-٢٠٢٢

             الساعة التاسعة وأربعون دقيقة صباحا


تعليقات

المشاركات الشائعة