في عتمة الحافلة: بقلم تيسير مغاصبة

 (في عتمة الحافلة)

   الجزء الثالث

،،قصص،،

بقلم :تيسيرالمغاصبه 

      -٣-

-------------------------------------------------------------

             

"يدك الجميلة سلبت عقلي"

           ج-٣-


تسللت يدي ببطء لتستقر فوق يدها التي كان 

ملمسها كملمس الحرير ..كانت دافئة بحيث 

أخرجتني من جو الوحشة والوحدة،

بقيت يدها فوق قلبي بينما يدي ترجوها على 

البقاء لدقائق ثم بدأت لغة جديدة لم أكتشفها 

سوى في ذلك اليوم ..هي لغة اليدين ،

نعم..وهي لغة أجمل بكثير من لغة العيون المباشرة،

وقراءة ماتقول ..فأن تلك اللغة أبلغ بكثير  ..انها

 لغة اللمسات ..وجس النبضات،

فكرت في أن أستدير وأن أنظر خلفي لأرى وجهها 

الذي كشفت عن جمالة تلك اليد ..نعم.. إذا كانت 

بهذا الجمال فكيف سيكون وجهها ..وقوامها..و..

صوتها ،

لكني لااعرف ماذا ستكون نتائج إستدارتي و

نظرتي التي قد تكون ليست في صالحي ..قد 

تغير النظرة ذلك الوضع ..لماذا الطمع بأكثر ،

فبقيت أتساءل ..ياترى من تكون ..وماهو مبتغاها..

هل تعرفني ..أم أنه لقاء عابر ،هل ..يمكن أن تكون

هي ..لا..لا مستحيل ،

رفعت يدها ..تأملتها..كانت بيضاء ..لامعة..يزينها 

الكثير من المزايا الربانية والدنيوية كبعض النقاط السودا "الحسنات"..التي زادتها جمالا ،

والخاتم الذهبي وطلاء الأظافر ..رفعت يدها ..

وضعتها على وجهي كما وأني أتبارك بها .. فأستنشقت رائحتها الجميلة الممزوجة برائحة عطرها ولأني لاأراها 

ذلك منحني الجرأة والتمادي إلى تقبيلها 

على باطنها ..إرتعشت خجلة ..تكورت ..بقيت 

على شكل قبضة لبرهة من الزمن بينما انا لااجد 

أي طريقة للإعتذار..فتحت تلك الأصابع من جديد 

فبدت مثل الزهرة عندما تتفتح..سبحت على 

صدري ..إرتفعت ووقفت أمام وجهي ثم قامت 

بحركة عتاب ولوم وتحذير من تكرار ذلك الفعل 

ثانية وإلا غادرت بلا عودة ،

أمسكتها بكفي المرتعشتين معتذرا ..متوسلا أن 

تقبل إعتذاري..قبلت إعتذاري ..عادت للتجول 

مرة أخرى فوق صدري ثم وقفت ثانية فوق 

قلبي.. ثم عانقت يدي يدها من جديد.


*    *    *    *    *    *    *    *    *    *    *     *


أفاقت اليد فجأة من نومها مذعورة كما وأنها قد

افاقت من حلم مزعج عند وصول الحافلة إلى

مقر شركتها في عمان ،

تركت قلبي وغادرت من بين فتحتي المقعدين  تاركة الدفء ..أضيئت جميع أضواء الحافلة ..

فتحت أبوابها ..صعد السائق درجات الحافلة  

ومن على بابها قال لي :


-الحمد لله على السلامه استاذ ..تفضل؟


وقفت ..نظرت إلى المقعد الذي خلفي مباشرة 

لكني لم أرى احدا ..تجولت بنظري في جميع 

المقاعد الخالية من المسافرين بينما السائق ينظر

إلي بإشفاق ثم كرر قوله :


-تفضل ياأستاذ؟


ثم نزل ،


نزلت درجات الحافلة كانت المضيفة تقف إلى 

جانب السائق وقالت :


-الحمد لله على السلامة استاذ ؟


-الله يسلمك .


قلت :


-اين بقية المسافرين الذين كانوا معي ؟


صمتت المضيفة لكن السائق قال :


-لقد غادروا؟


تركتهم مغادرا وكنت كلما نظرت خلفي أراهما 

لازالا يراقباني حتى إبتعدت .


(يتبع...)

تيسيرالمغاصبه 

٤-١-٢٠٢٢


تعليقات

المشاركات الشائعة