عجوز الوادي: بقلم تيسير المغاصبة
(عجوز الوادي)
قصة مسلسلة
بقلم:تيسيرالمغاصبه
-------------------------------------------------------------
-١١-
،،السلام والإرهاب،،
تابعت نورمان حديثها :
-لم يكن إبن عم شروق همجيا ومتخلفا كما وصفته
لك ،بل كان رجلا صالحا ، لكن هي كانت
تحب شابا ثريا مستهترا وقد إرتكبت معه الخطيئة
وعندما علم أبوها وإخوتها بذالك أرادوا قتلها..
ولأن الشاب قد تخلى عنها بعد أن أخذ منها كل
مايريد،هربت وحدها وإبتعدت كثيرا حتى وقعت
في قبضة الغولات لتقم أنت بدورك بإنقاذها ،ثم
قصت عليك قصتها المحرفة وجعلتك تقع بحبها
لأن هذا هو المنجى الوحيد لها من ابوها وإخوتها
والغولات ؟
-حقا أنها فتاة داهية ..بلا مشاعر وهي لاتختلف
عن تماره .
-ومن هذه تماره ؟
-تماره فتاة أحببتها بصدق وتزوجتها وأخلصت
لها في الوقت الذي لم تخلص هي لي ،لم أحرمها
من شيء أبدا في حدود امكانياتي ..لكنها تنكرت
لكل هذا وأصرت على الطلاق لأنها كانت تحلم
بالزواج من رجل ثري؟
-وبعد ذلك ماذا حدث؟
-بالطبع قمت بتطليقها لأني لااريد من لاتريدني .
ولا أحب من لاتحبني.
-أن حظك سيء مع النساء؟
-إلا أنت ياعزيزتي .
* * * * * * * * * * * * *
تنزهنا في ربوع المملكة وحدائقها وجنانها وشلالاتها وأنهارها وهي تحدثني عن كل مانراه ،
من جمال الطبيعة ،
رأينا مجموعة أطفال لهم أجنحة جمالهم لايوصف ،
كانوا يلهون في حديقة غناء يحلقون وينتقلون
من شجرة إلى أخرى ..يضحكون بسعادة وكان
مشهد يصر الناظر ،
أخذنا نلعب معهم ..نجري محاولين إمساكهم بينما
هم يضحكون ويهربون هنا وهناك ..ثم يجلسون
على اكتافنا وينحدثون إلينا ،
وفي حديقة أخرى نرى فتيات حسان يستحمن
تحت شلال مياه فبدى المشهد كلوحة رسمت بريشة فنان ،
ونمر بحديقة أخرى يتجمع فيها شباب وفتيات
يرقصون ويغنون ..نذهب للانضمام إليهم ..
يرحبون بنا احسن ترحيب..نشاركهم غنائهم
وأفراحهم ونشبك ايدينا بأيديهم ونرقص معا،
إستمرينا بالتنزه بلا ملل ..وكان الوقت يمر دون
أن نشعر به،
بعد ذلك بدأنا نلهو معا كالأطفال..كانت تجري
والحق بها ..تختبىء وأبحث عنها حتى أكتشف
مخبأها ،
وفي إحدى المرات بحثت عنها ولم أعثر عليها،
لكني رأيت أمامي فجأة ممرا صخريأ ..جريت
فيه حتى تفاجأت بأن ذلك الممر يقودني إلى
مكان أبعد من تلك الجنة وهو شبيه بممرات
الصحاري السابقة ،إستدرت لأعود فتفاجأت بذلك
الرجل الملتحي الذي يرتدي الثوب الأبيض وبيده
الكتاب ،وكان معه مجموعة من الرجال الذين كانوا على شاكلته يرتدون العمامات لكن أثوابهم سوداء
وقد سدوا علي الطريق قلت :
-من أنتم وماذا تريدون مني؟
قال وهو يشير إلي:
-هذا هو الرجل الفاجر؟
-من أنت؟
-نحن الذين سنقوم بتطهير البلاد بل والعالم كله
من أمثالكم ..سيكون مصيرك كمصير تلك الفاجرة
التي كانت برفقتك بين الصخور؟
قلت في نفسي:
-ياإللهي ..هل يقصد شروق ..هل قتلوا شروق؟
جريت هاربا ..لحقوا بي ..أخذت أظللهم لكن يبدو
أنهم يعرفون جميع مداخل وأزقة الصخور فكلما
دخلت في ممر كنت أراهم ورائي حتى فقدت
الأمل في الفرار،
بعد ذلك وجدت نفسي في المنحدر الأول الذي
دخلت منه إلى تلك المملكة العظيمة فجريت فيه
حتى وصلت إلى آخره ،لكني تفاجأت بأني لم
أرى أي مملكة ..لا حداق ولا أطفال ولافتيات ،
بل كانت عبارة عن قرية قديمة مهجورة مهدمة
الجدرن ،
لقد إختفت المملكة التي كانت هنا ..
وصل الرجال أصحاب العمامات ..وقال ذلك الرجل:
-مفاجاة أليس كذلك ؟
-ماذا يجري هنا ..ومن أنتم ..وماذا تريدون ..وأين
ذهبت مملكة السلام ؟
-لاسلمك الله أيها الفاجر ..الساحر ..هذه قرية
كانت مسكونة بالجن من الكفار من أمثالك أنت
والفاجرة التي كانت معك بين الصخور كالثعابين،
وقد حرقنا القرية بأكملها وحرقنا تلك المراة كما
سنحرقك أنت ؟
- ماذا..حرقتم شروق ..هل أنتم من أصحاب الرايات ..؟
-نعم .
-ياإللهي؟
-والأن سنأخذك إلى أمير القوم ليحرقك بنفسه
هناك أمام الجميع أيها الكافر الساحر كي تكون
عبرة ؟
ثم أخذوا يكبرون ..لم ألحظ أن ثيابي الجميلة
قد إختفت وعدت إلى هيئتي القديمة ..جلود
الذئاب والشعر واللحية ،
قاموا بربطي بالحبال ثم إقتادوني معهم في
الممرات الضيقة حتى وصلنا إلى منفذ يؤدي
إلى خيام لقبيلة سكانها على شاكلتهم ..ما أن
رأوني حتى ضجوا بالتكبير وكان كل من يراني
يبصق علي أو يصفعني .
* * * * * * * * * * *
تجمع أهل القبيلة وبينهم أميرهم الذي كان يجلس
على مقعد كبير في المقدمة ،
قاموا بربطي واقفا على عمود خشبي ووضعوا
تحتي أكوام الحطب الذي لاينطفيء أبدا ،
بعد ذلك وقف أميرهم وتقدم نحوي وسط التكبير
وأمسك بالمشعل إستعدادا لإشعال النار ،
لكن فجأة .....
(يتبع...)
تيسيرالمغاصبه
٢٤-١-٢٠٢٢
تعليقات