عجوز الوادي: بقلم تيسير المغاصبة

 (عجوز الوادي)

قصة مسلسلة

بقلم:تيسيرالمغاصبه 

-------------------------------------------------------------

     -١٢-

،،سفر جديد،،


إرتفعت أصوات غريبة عالية جدا..ورفرفة أجنحة 

عملاقة بحجم أشرعة السفن القديمة ،أثارت الغبار

بما يشبه العواصف،

علي صوت صراخ النساء والأطفال..أما الرجال فلم

يعودوا يكبرون بالرغم من أنهم الأن أصبحوا في

أمس الحاجة إلى ذكر الله،

فرأيت مالاتصدقه عين ولا يصدقه عقل ،لقد كانت

طيور عملاقة ..الطائر الواحد بحجم الجمل ..لها 

أجنحة طويلة تصفق بها وتثير الغبار ،

فبدات بالتقاط الرجال والنساء بسرعة كما وأنها 

تلتفط حبات القمح من على الأرض ولم يستطيع أي منهم الفرار،


بعد أن إلتهمت الطيور كل من في القرية حلقت

مرتفعة في السماء بعد أن حمل كل طائر رجل أو 

إمرأة أوطفل وحلق به عاليا،

إقترب مني طائر وحطم العمود الخشبي ثم نزع 

جلد الذئب عن جسدي وحملني وحلق بي في 

السماء ،

ياترى إلى أين سيأخذني هذا الطائر العملاق ..هل 

انا في حلم ..أم في حقيقة ..وفيما لو كنت في 

علم ..هل هذا الطائر موجود بالفعل..لكنه من 

سابع المستحيلات كما يقال ،

طالت الرحلة وشعرت بالبرودة الشديدة وأنا في 

السماء العالية ،

أستمرت الرحلة حتى إختفت الصحراء وبدأت 

أشاهد الغابات الخضراء الشاسعة وأنهار وبحار 

وشلالات  وجزر و جبال مرتفعة جدا،


هبط الطائر فوق قمة جبل في جزيرة ووضعني 

بين بيوضه الكبيرة وعلمت أن ذلك الطائر أنثى 

وربما تكون قد وضعتني هنا لأكون طعاما لصغارها 

فيما بعد أو طعاما لها هي عندما تشعر بالجوع 

ثانية،

إستغرقت أنثى الطائر في النوم العميق ،تذكرت في

تلك اللحظة حكايات السندباد البحري عندما ربط 

نفسه بواسطة عمامته بساق طائر العنقاء كي 

ينقله من الجزيرة المهجورة إلى مكان أخر ،

لكن أنا لا أرتدي عمامة على رأسي ولا حتى ثياب

تستر جسدي ،وحتى لو كنت أرتدي على رأسي 

عمامة فلن أفعل ذلك فلربما يصحو الطائر وينتبه 

لي وثم يلتهمني لقمة واحدة ،

لكن ..مالعمل..فكان لابد من الإنتظار،

بالرغم من أني على قمة جبل إلا  أن الطقس 

كان ساخنا جدا فكيف سيكون الحال في أسفل 

الجبل .


*   *   *    *    *    *    *     *    *    *    *    *


شعرت بالدفء وانا بين البيوض كذلك بالنعاس 

لكني لم أنم بسبب القلق ،

أفاقت أنثى الطائر من نومها ثم تلفتت حولها 

فحلقت  في السماء حتى إختفت عن 

الأنظار تماما،

بالطبع لابد أن تعود أو ربما تفقس بيوضها وأن اجد

نفسي بين  طيور عملاقة ..ثم نهضت وأخذت 

بالتجوال في الجزيرة ..تناولت بعض الثمار اللذيذة

حتى سديت جوعي ،

رأيت شلال مياه قوي وبعض الجزر القريبة من 

تلك الجزيرة وكان الشلال يصب في إتجاه جزيرة

قريبة ،وقفت أتأمله..ماذا لو قفزت فيه خصوصا 

أني قد أكون ميتا في جميع الحالات ،

وانا في ترددي هذا خيل إلي أني سمعت صوت 

أنثى الطائر فأنزلقت قدمي وسقطت في الشلال

ولم أدري ماذا حدث لي حينها،


*    *    *    *    *    *    *    *    *    *    *    *

أدركت  أني 

كنت قد غرقت في المياه وقد دفعتني إلى الجزيرة 

القريبة ،لكن نجوت بأعجوبة ..وعندما أفقت وجدت نفسي مستلقيا على كومة من أوراق الشجر 

والقش كالسرير في غابة خضراء تظللها الأشجار 

المرتفعة بينما تحيط بي مجموعة من الرجال 

والنساء والأطفال العراة .


(يتبع...)

تيسيرالمغاصبه 

٢٥-١-٢٠٢٢


تعليقات

المشاركات الشائعة