في عتمة الحافلة: بقلم تيسير مغاصبة

 (في عتمة الحافلة )

     الجزء الثالث

،،،قصص،،،

بقلم :تيسيرالمغاصبه 

       -٤-

-------------------------------------------------------------

       " المرآة "

           -١- 


مساء يوم الخميس تعمدت أن أذهب في وقت 

متأخر إلى شركة السفريات لكي أحجز لسفر يوم

الجمعة في حافلة الليل،

وكانت غايتي من ذلك أن التقي ثانية بها ..أو 

بيدها على الأقل ..لربما كانت تعرفني وتعلم 

بموعد سفري ،

كنت حريص على أن أضع في جيبي مرآة كي 

أستعين بها فيما لو تكررت اللحظات الجميلة ،

عسى أن أرى وجهها بالمرأة دون أن تعلم ،

وصلت إلى الشركة ..عرفتني الموظفة على الفور..

إبتسمت..وقالت :


-لماذا حظك هكذا ..كان عليك أن تحضر مبكرا 

للحجز؟


وأنا بدوري إبتسمت متظاهرا بالأسف الشديد 

قالت متابعة  :


-طبعا ..حافلة الليل أليس كذلك ؟


-نعم.


-حسنا غدا في نفس الموعد السابق ..لكني أريد 

أن أسألك..كيف كانت رحلتك ليلة الجمعة الماضية؟


-لقد كانت رحلة جميلة ومريحة.


-أ....لم يزعجك أي شيء؟


-أبدا لم يزعجني أي شيء إلى الآن.


كان زميلها يستمع إلينا بالرغم من إنهماكه بالعمل،

شكرتها وغادرت.


*   *    *    *    *    *     *    *    *    *     *     *


وصلت إلى الشركة حسب الموعد المقرر ..كان 

السائق ينظر إلي نظرات إستغراب ودهشة،

حضرت المضيفة وهي تحمل لوازم السفر الخاصة 

بها هي والسائق من ساندويشات وسخان القهوة 

والأكواب وغير ذلك،

قال لي :


-كالعادة لاداعي لوضع حقيبتك في الصندوق ،

خذها معك وضعها إلى جانبك ؟


صعدت ومعي حقيبتي ..مشيت في الممر حتى

وصلت  مقعدي السابق رقم "٣٢" ووضعت حقيبتي

على المقعد الذي بجانبي ،

نظرت إلى بقية المقاعد ..لم أرى احدا غيري ..

أطل السائق علي من الباب وقال :


-أتريد شيئا قبل إغلاق الباب ؟


-لا..لكن أيوجد غيري في تلك الرحلة ؟


إبتسم وتلفت في الحافلة بطريقة تمثيلية  وقال بإشفاق :


-لا..لكن سنأخذهم من عند نقطة التفتيش؟


أقفلت الأبواب وإنطلقت الحافلة الضخمة تتمايل 

كما وأنها باخرة شراعية  في عرض البحر،

بعد نصف ساعة توقفت الحافلة في نقطة التفتيش..أنفتح الباب ..خرجت حامل حقيبتي ..

درت إلى خلف الحافلة حيث شرطة التفتيش..

لكني لم أرى  أي مسافرين ،سأل الشرطي السائق:


-مسافر واحد فقط؟


أجاب:


-نعم واحد .


تم تفتيش حقيبتي  ورؤية بطاقتي الشخصية  ..عند عودتي إلى  الحافلة إبتسم 


السائق وقال :


-أبقى في مقعدك لأنه يوجد مسافرات في الخلف

صعدن قبل قليل ؟


ثم نظر إلى المضيفة وكتم ضحكته وإستدار ،

صعدا إلى حجرة القيادة أقفلت الأبواب..كانت 

الحافلة مظلمة من الداخل.. بعد حوالي ربع 

ساعة من إنطلاقتها  سمعت أصوات الهمسات

والوشوشات كالعادة حينها شعرت  بالراحة وإنشراح الصدر،


إنتظرت ساعة بأكملها لم أسمع خلالها سوى 

الهمسات والوشوشات الخافتة، كدت أن أشعر 

باليأس ..فكنت حين اضع يدي على قلبي مكان 

يدها وحين أخر كنت أدخل يدي بين فتحتي 

مقعدي ومقعد حقيبتي وكانت يدي العاشقة 

كما وأنها تنادي يدها بشوق ،

عندما شعرت فعلا باليأس سمعت حركة خلفي..

على مقعدها..هنا لهفتي إليها جعلتني أمد يدي إلى

جيبي واخرج المرآة ..وأرفعها ببطء حتى وصلت 

إلى وجهي، وثم مررتها إلى فوق كتفي كاشفة مقعدها، 


(يتبع...)

تيسيرالمغاصبه 

٥-١-٢٠٢٢


تعليقات

المشاركات الشائعة