في عتمة الحافلة: بقلم تيسير مغاصبة

 (في عتمة الحافلة)

  الجزء الثالث

،،قصص،،

بقلم :تيسيرالمغاصبه 

     -٨-

-------------------------------------------------------------

   الفصل الأخير 


      ،،الخاتم،،

        -٣-


بينما كنت في السكن استعد للذهاب إلى الشركة للحجز لسفر يوم الجمعة وكنت أتأمل الخاتم بيدي،

لمحت خطوط محفورة بداخله ..قراتها ..كان أسمي وأسمها قد حفرا عند صائغ ،

نهضت بسرعة وأنا كلي شوق ولهفة للقائها عندما

طرق الباب ..فتحته ..كان صديقي الذي أخبرني 

أن مدة تكليفة في العمل بعمان قد إنتهت وأنه قد

عاد إلى موقع عمله في العقبه،

اعدت الخاتم إلى  جيب قميصي ..عندما رأه معي 

سألني عنه قلت له أني سأحدثه عنه حالما نعود 

من شركة السفر لأني أريد الحجز لنهاية الأسبوع،

وخرجنا معا،

وصلنا إلى الشركة ..تفاجأت بأنه يوجد معرفة 

سابقة بين صديقي والموظفين ،فقد قابلوه بالعناق

والقبل ،

شعر الجميع بالحرج عندما علموا أنه تربطني صلة

صداقة متينة به قال :


-ارجو اختيار أفضل رحلة لصديقي غدا صباحا 

من حيث الخدمة والراحة؟


قلت بسرعة :


-لكني أريد حافلة الليل القديمة فقط؟


تفاجأ صديقي وقال بسرعة :


ماذا قلت ؟


-لقد اعتدت على السفر في حافلة الليل .


-منذ متى وانت تسافر في حافلة الليل تلك؟


قالت الموظفة بأرتباك:


-في الحقيقة لم يكن حافلات متوفرة ..و...؟


قاطعها زميلها قائلا:


-ان ..الحافلة قد أعجبته لأن  رحلاتها هادئة؟


-الحافلات متوفرة دائما ولايوجد اي تبرير لكلامكم 

هذا ...لكني لم أرضى  ذلك التصرف منكم أبدا ؟


قال الموظف بحرج:


-نحن نعتذر لم نكن نعلم أنه صديقك؟


بالرغم من ذلك النقاش والعتاب بينهم إلا أنه مر

دقائق وهو يقنعني بعدم السفر بحافلة الليل ،أخيرا

قبلت على مضض عندما قال لي بأنه سيخبرني 

عن السبب  عند عودتنا إلى السكن ،

ونحن في طريق العودة أشار علي بأن نذهب 

للجلوس على الشاطىء في الهواء الطلق لنتحدث 

هناك واعجبتني الفكرة لأني كنت أشعر بالضيق،


 *    *     *     *    *    *     *     *    *    *     *


بعد أن شاهد الخاتم المحفور عليه أسمي واسم 

فداء ،حدثته عن حكايتي كاملة في حافلة الليل ،

أما حكايتي مع فداء ومع لينا فهو يعلم بهذا كما 

يعلم بكل شيء بحكم الصداقة الطويلة ،وكنت كلما

مررت بتجربة عاطفية اسافر إلى العقبة لامضاء

أيام هناك معه ،فإن الصداقة بدات منذ أيام الطفولة

بحكم صلة القرابة ،


كان يسمعني وهو مندهش  ويهز رأسه ..صمت لدقائق ثم أخذ نفسا عميقا وبدأ بالحديث:


-أسمع ياصديقي..يوجد سر كنت أعلم به ولم أخبرك به كي لا يؤثر عليك منذ البداية ..فداء 

لن تراها ثانية..ولايمكن أن تراها؟


-لماذا .


-لأنها....لأنها غير موجودة الأن ؟


-لم أفهم. 


-فداء قتلت قبل عشرة سنوات؟


-ماذا.


-نعم ..لقد قتلت في تلك الحافلة..حافلة الليل؟


-مستحيل.


-بل هذه هي الحقيقة ياصديقي؟


-فداء قتلت ..كيف.


-في الحقيقة يوجد حكايات كثيرة متضاربة ..أنت

بطلها ..مع أنك لاتعلم شيئا أبدا عنها ،جميعها دارت

على متن تلك الحافلة ،يقال أن فداء عندما أجبرت 

على الزواج من قريبها الذي يعاني من نوبات صرع،

وكانا معا في تلك الحافلة متجهان إلى العقبة 

لقضاء شهر العسل ..وفي الرحلة شاهد خاتمها و

قرأ أسمك وأسمها المحفوران عليه وقد صارحته للمرة الألف بأنها لاتحبه ..

ولايمكن أن تحبه ،وربما يكون قد

تظاهر بأن نوبة الصرع قد إنتابته فأخرج مسدسه 

وقتلها هي  وبعض المسافرين وكانتا من بينهم   أختها الصغيرة وأمها اللتان  كانتا برفقتهما في الرحلة ؟


-ولماذا الخاتم مغروز في المقعد ؟


-ربما يكون هو قد  وضعه كي لايكون إثبات على

أنه لم يكن في حالة نوبة صرع خصوصا أن اسمك 

وأسمها محفوران عليه وهذا بحد ذاته دليل على إدانته   ..والله وحده أعلم ؟


-شيء رهيب ؟


-أودع  زوجها في مصحة للأمراض العقلية وقيل 

أنه مات هناك ،ومنذ ذلك الحين  لاأحد يسافر 

في تلك الحافلة لأنها مسكونة بالأرواح والأشباح 

ويقال أن البعض أصيب بالمس أثناء سفرة بتلك

الحافلة ..ولهذا السبب لايسافر فيها سوى من 

لايعلم بقصتها؟


أخرجت قطعة القماش من جيب جاكيتي..تاملناه

جيدا وتبين أن البقع و النقاط التي عليه  كانت نقاط دم ،

قبلت قطعة القماش بحزن وأجهشت بالبكاء 

وانا أغطي وجهي به ،

أما صديقي فأخذ يتمشى على الشاطيء حالما 

افرغ شحنة الحزن مع أصوات تلاطم الأمواج .


                ( تمت القصة)

تيسيرالمغاصبه 

١٢-١-٢٠٢٢

الساعة العاشرة والدقيقة ال(٥٠)

صباحا .


تعليقات

المشاركات الشائعة