مدينتي: بقلم مريم محمد المهدي التمسماني

 مدينتي


بدون ترتيب

يلفني خد السماء

في آخر ليل صامت

نسمات البحر

تطوقني هي الأخرى

على ضفاف الأطلال

أنين الحنين يبكي

ينعشه رذاذ الماء المالح

فتزهر ينابيع الحياة

وتصفو

يستكين وجع التراب

في أعماق حضنك

دعني ابحث عن مدينتي

مدينتي المدفونة 

في أعماق البحر

شهيق الرياح

يأخذني من ضفائري 

لتمتزج مع غفوة 

الخمرة و التعاويذ

فيسحبني حيث الربيع

على أهبة النسيان و الإنتشاء

وعلى خطى النوارس

اهتديت حيث العتمة تغرقني

مابين زمن الوصل

وزمن الصد

نقش جديد على أطراف الماء

يعيد الزمن الأول

ترميم لوجه مدينتي

وترميم لأرواح جافة تسكنني

عشق ينسج خيوط الشمس

في صباح الميلاد

مدينتي تحت الأنقاض تنتفض

وتنتفض معها أوجاعك و أوجاعي

على مدخل الوادي الكبير

مدينتي تحت الأنقاض تتنفس

ريح الصبابة

أذوب و تذوب 

فيها أشواق العشق المعتق

وتستريح بعينيها الحالمتين

على نهر الأمس

مازال وادي إشبيلية

يجري على أوتار العود

والموشحات

في مدينتي

تطوقني

لهفة الحضور

وصمت الأموات


بقلمي


مريم محمد المهدي التمسماني

طنجة المغرب


تعليقات

المشاركات الشائعة