عجوز الوادي: بقلم تيسيرالمغاصبة

 (عجوز الوادي )

قصة مسلسلة 

بقلم:تيسيرالمغاصبه 

-------------------------------------------------------------

     -٥-

،،النصر العظيم،،


نزلت من المنحدر الضيق مابين النفق والجبال..

بالرغم من جمال المياه وروعة المشهد إلا أني كنت 

أرتجف من الخوف هذه المرة،

خلعت ثيابي القصيرة المصنوعة من جلود الذئاب..

نزلت في القناة ..جلست في الماء وأنا أتلفت حولي

وكنت في تلك اللحظة أتمنى لو أن الأفعى تكون 

قد غادرت المكان ،

كان الذئب الأضخم بين الذئاب  في المقدمة

بالمنحدر وكان ينظر إلي من تلك الفتحة مشجعا 

ومن خلفه كانت تصطف الذئاب جميعها مستعدة

للحظة الهجوم،

ما أن سمعت فحيحها وصوت زحفها على الرمال 

والحصى حتى دب الرعب في قلبي كما وأني أسمع

ذلك لأول مرة،

ظهرت أمامي بنقشوشها التي تقشعر لها  الأبدان   ولسانها الطويل المشعب ..نظرت إلى

وجهي متأملة كما وأنها تشعر بالحيرة والاستغراب 

من عودتي ..أو أنها تحاول تفسير  ماذا من وراء 

عودتي ،

كان ثوبها لايزال على ضفة القناة ..تلفتت هنا 

وهناك في المكان ثم احاطت بي من جديد وهي لاتستطيع إخفاء شوقها ولهفتها ..أخذت تحك 

جسدي المبتل بجلدها السميك وهي تنظر في 

عيني حتى شعرت برغبة كبيرة في النوم وقد

شعرت أنها ربما تستعد لالتهامي ..وإلا لماذا تجعلني أنام ،

هذه الأفكار أفقدتني قوتي وصمودي ..ترنحت 

بضعف شديد، هنا إنطلقت الذئاب مسرعة وأخذت

تطوقها من جميع الجوانب محاولة إعطائي 

فرصة للفرار، لكني لم أستطع بسبب الضعف 

والخدر والنعاس، 

نظرت الأفعى إلي بغضب ..أمسكت بي ..رفعتني

إلى اعلا ..كشرت عن أنيابها ..هنا بدأت الذئاب

بالهجوم فما كان منها إلا أن رمت بي بعيدا 

لأرتطم بالصخور وأسقط على الرمال،

أفتعلت وضعية هجومية..فبدأت بضرب الذئاب

بواسطة ذيلها وبكل ضربة كانت ترم بثلاثة ذئاب

دفعة واحدة بعيدا عنها،

خرج قطيع أخر من الذئاب من فتحة المنحدر 

وإنضم إلى المعركة..هنا كورت نفسها لتحمي 

رأسها فبدأت الذئاب بتمزيق جسدها وإخراج 

احشائها إلى خارج جسدها وإلتهامها  حية،

تلونت مياه القناة باللون الأحمر القاني ..جرت 

ذؤيبة إلي قلقة وقالت :


-هل أنت بخير ياعزيزي ؟


قلت :


-لاعليك عزيزتي أنا بخير.


أمسكت بيدي لتساعدني على النهوض وكنت مصاب بعدة كدمات من جراء إرتطامي بالصخور

ووقفنا معا نشاهد الذئاب المتحدة وهي تقوم 

بألتهام الوليمة.


*   *    *    *    *   *    *    *    *    *    *     *


أقيم أحتفال عظيم فوق قمم الجبال الصخرية

وعلا عواء الذئاب ،

ثبت  رأس الأفعى الضخم على  صخرة كبيرة من 

فوق  مجرى خروج القناة ليكون شاهدا على النصر

العظيم وشعارا لتلك المعركة ،

بعد المعركة أعلنت ذؤيبة زواجنا واعترفت جميع

الذئاب بأني واحد منها احترم قوانينها وطقوسها،

قفزت إلى أعلا صخرة ورفعت رأسي إلى السماء

وأصدرت صوت عواء مرتفع وشاركتني الذئاب 

العواء في كل مكان، 


*    *     *    *     *    *     *     *     *    *     *


بعد أن أغتسلنا انا وذؤيبة في القناة المنعشة خرجنا للتنزه فوق قمم الجبال وأخذ حمام شمس 

وهذه المرة قد إبتعدنا كثيرا حينها إنزلقت قدمي 

وسقطت في فجوة ضيقة مظلمة في الصخور 

تشبه البئر المردوم ..كانت ممتلئه بالطحالب و

الحشائش ..حاولت ذؤيبة مساعدتي لكنها لم 

تستطع ..رفعت رأسها وعوت بصوت مرتفع ..لكن دون جدوى..لم يسمعها احد ..فكانت الطحالب 

تجذبني إلى الداخل حتى فقدت الأمل بالنجاة وقلت لذؤيبة:


-وداعا ياحبيبتي؟


أفلت يديها كي لاأجذبها معي لأذهب برحلة جديدة

طويلة جدا في الظلام الحالك كما وأني أدخل في

أعماق الأرض.


(يتبع...)

تيسيرالمغاصبه 

١٨-١-٢٠٢٢


تعليقات

المشاركات الشائعة