عجوز الوادي: بقلم تيسير المغاصبة

 (عجوز الوادي)

قصة مسلسلة

بقلم :تيسيرالمغاصبه 

-------------------------------------------------------------

      -١٣-

 ،، أنت فقط ،،


 شعر الجميع  بالسعادة عندما فتحت عيناي 

وأخذوا يتحدثون بلغة لم أفهمها ،

نهضت وتأملت وجوههم وانا مندهش من أجسادهم العارية تماما ..كان لونهم قريب من لوني

بعد أن لونت الشمس بشرتي طوال رحلاتي ،

لكن بشرتهم السمراء كانت من ذلك السمار الجميل

الجذاب ..في البداية إعتقدوا أني واحد منهم ..

لكن عندما  تحدثت علموا أني غريب عن الجزيرة ..نهضت

وقلت :


-أين أنا؟


لم يفهموا ماقلت لكن ألشيء الذي أشعرني بالراحة

والطمأنينة فتاة كنت قد رأيت أبتسامتها الرائعة 

أول ما فتحت عيني عليها وقد إخترقت إبتسامتها

الجميلة قلبي بلا إستئذان ،

أنه الحب من النظرة الأولى...ذلك الابتلاء الذي 

لافرار  منه ،


*    *    *    *    *    *    *    *    *    *    *    *


بدأت بالتجول بينهم وأرقب تصرفاتهم وعاداتهم 

وكلما شعرت بالجوع كنت أقطف من فاكهتهم 

الغريبة واللذيذة جدا وآكل منها حتى أسد جوعي،

وانظر إلى فتاتي السمراء إينما ذهبت وكانت تعلم

بأني معجب بها  لأني لاابعد نظري عنها أبدا حتى متى ماألتقت نظراتنا كانت تبتسم،

لأنه كما يبدو أن العلاقة هنا هي علاقة أجساد 

فقط..أجساد بلا مشاعر فأنا كنت اشاهد تلك

الأفعال يقومون بها كما وأنهاشيء عادي،


رأيت رجل عجوز يجلس بينما مجموعة من النساء يقمن بتنظيف شعره من الحشرات ..علمت إنه

 زعيم القبيلة،


رأيت في آذان البعض حلقات تتدلى ربما كزينة،

مجموعة من الشباب والفتيات والأطفال يسبحون

عراة في القناة بفرح،

كنت أستغرب كيف يستطيعون السير عراة والجلوس على الأرض بسهولة دون أن تتأثر بشرتهم الناعمة ،

إمراة أربعينية تساعد فتاة رائعة الجمال في 

الاستحمام في العري وفي الهواء الطلق، 

بدأوا بأعداد الطعام والشواء ..وكان طعامهم 

غريب جدا حيث يضعون حبوب في وعاء ويقومون بطحنها ثم عجنها وبعد إذن ياكلونها،

وعند موعد تناول الطعام إلتف الجميع حول النار

قدمت لي إمرأة وعاء صغير من ذلك الطعام ..

لم أستس


غ رائحته ولا شكله ..أخذت أنظر إليه

بأشمئزاز ..إقتربت مني إمراة مسنة لتشجيعي ..

أخذت منه قليلا بأصابعها ووضعته في فمي ..لكني

بصقته بسرعة وكدت أن اتقيأ ..هنا ضحك الجميع

بينما كانوا يأكلون بنهم شديد ،

كانت الفتاة الجميلة تأكل بخجل عندما لاحظت 

نظرات الإعجاب التي كانت شيئا جديدا بالنسبة

لها ..الحب والإعجاب..فذلك شيء يختلف كثيرا

عن حياتهم وعن مايحدث هنا  ..فيبدو أن مصطلح

الحب غير موجود أبدا، 


*    *    *    *    *    *    *   *   *    *    *    *   *


منذ أن لاحظت فتاتي السمراء نظرات الإعجاب 

حتى بدات تتجول وحدها وتستحم وحدها ..

وكانت المرة الأولى التي ألحق بها وانا كلي لهفة

إلى الحديث إليها ..كنا وحدنا عندما إقتربت منها

واشرت لها بيدي بحركة تعني "أنت جميلة "

وفهمت مااقول أشارت إلي بحركة تشكرني بها 

ثم بحركة أخرى وضعت يدي على قلبها ثم 

على قلبي وقلت "أنا...انا..أحبك أنت..أنت "

ولأن الحب له لغته من هنا كان الحب المتبادل 

قطفت حبة فاكهة حمراء وأخذت تطعمني بيدها 

فكانت تلك اللوحة التي تضمنا معا تذكرني باول 

نزول أدم وحواء من الجنة إلى الأرض، 

قلت لها"هذه الثمرة تشبهك" أشارت بسعادة 

"تشبهني "رديت "نعم"

ثم أشرت لها بمعنى " أنت يجب أن تكوني لي 

وحدي ..وانا لك وحدك "

فهمت ماأقول وشعرت بالسعادة الغامرة ووافقت

على الفور على ذلك الشيء الجديد والذي قد يكون

غريب بعض الشيء،

قبلتها على وجنتها بما يعني الاتفاق ،

إزداد إحمرار وجنتيها ..إقتربت من ورق النبات

قطفت منه وسترت نفسي به وقمت بربط الورق 

ببعض عروق الشجر الطويلة ،ثم صنعت لها بالمثل 

وقلت لها بحركة فهمتها بسرعة عندما  وضعت يدي على جانب رأسي مما يعني 

"العقل يقول هكذا أفضل"

وكان أحد الرجال يراقبنا من بين الاشجار.


*    *    *    *    *    *    *     *    *    *    *     *


بالرغم من جمال الفتيات هنا إلا أني كنت سعيد

بأني إخترت فتاتي من بينهن وقد 

 صنعت لها  مايسترها من نظرات الغير ،

بينما انا أتجول باحثا عن فتاتي إقترب مني رجل

بعمري تقريبا ونظر إلى ماارتديه من ورق الشجر 

بسخرية وكان نفس الرجل الذي كان يراقبنا  وقال :


-يبدو أنك ستموت جوعا هنا.. إن لم تمت من شيء

أخر؟


قلت بفرح:


-أنت عربي .


(يتبع...)

تيسيرالمغاصبه 

٢٦-١-٢٠٢٢

تعليقات

المشاركات الشائعة