عجوز الوادي: بقلم تيسير المغاصبة

 (عجوز الوادي )

قصة مسلسلة 

بقلم :تيسيرالمغاصبه 

------------------------------------------------------------

      -٩-

،،العالم السفلي،،


بعد أن ولجنا النفق المظلم أخذت أحدثها وأحكي 

لها الحكايات المضحكة حتى أبعد عنها الوحشة 

ونحن نسير في الظلام ولا صوت سوى صوتنا 

وصوت جريان المياه،

كانت ضحكاتها الجميلة تتفوق على  جمال المياه وصوت جريانها،

وكنت أشعر أن النفق في  إنحدار ونزول طوال سيرنا ،وكان جريان المياه يشتد بل بدى كما وأنه

يدفعنا إلى الأمام،

بالرغم من ضحكنا المتواصل  كنت اخفي عنها

القلق الذي بدأ يتسلل إلى قلبي، 

ماذا لو أخذنا النفق  إلى الأعماق لنعيش في ظلام

دامس بقية حياتنا ،

قد طال سيرنا في ظلام النفق والمياه التي كانت 

تزداد برودة شيئا فشيئا بينما نحن لايستر أجسادنا

سوى شبه ثياب ..هي ماتبقى من فستانها مربوط 

على خاصرتها .وانا أرتدي جلود الذئاب ،

ونسير نحو المجهول .


*    *   *   *    *    *    *    *     *     *    *     *


فرحنا كثيرا عندما رأينا نور الشمس من بعيد ..

سرنا بسرعة ..ثم جرينا بفرح بالرغم من الإرهاق 

وطول المسير،

خرجنا من النفق إلى أسفل جبال صخرية مرتفعة

كناطحات السحاب وممرات ضيقة بينها فبدونا 

كحشرات بين الصخور ،

كانت الممرات أيضا في نزول وإنحدار قوي ..سرنا

في المنحدرات الضيقة جدا بين الصخور وبقينا 

في نزول مستمر حتى شعرت شروق بالتعب 

وجلست على الأرض ،ثم أدرت لها ظهري وقلت:


-إركبي  على  ظهري ؟


-فالت:


-لكنك انت أيضا تعب .


-لابد أن نتابع سيرنا قبل حلول الظلام لنعرف أين

نحن وإلى أين ستؤدي بنا تلك المنحدرات والممرات الضيقة ..هيا إركبي ؟


رفعت رأسي إلى السماء ملتقطا أنفاسي وفي تلك

اللحظة لمحت رجلا ملتحيا يرتدي عمامة على 

رأسه  وبيده كتاب ،كان بشريا.. وكان ينظر إلينا

ويهز رأسه ومن حركة شفتيه علمت أنه يستغفر

الله من مظهرنا الشبه عار ،لكنه عندما علم أني

قد رأيته إنزوى بسرعة خلف الصخور،

حملت شروق على ظهري وتابعنا طريقنا ولم أتعب من حملها بسبب الانحدار في الطرق، 


فجأة توقفت لأجد نفسي أمام مدينة عجيبة 

البنيان تسحر الناظر.. وأشجار فاكهة وطيور غريبة

لم نرها من قبل وأزهار جديدة تحيط بالطرقات 

قلت لشروق :


-هل ترين ما أرى أم اني أحلم؟


-نعم اني أرى كما وأنا في جنة على الأرض .


أنزلت شروق من على ظهري وأمسكت بيدها و

مشينا ..مررنا من ساحة خضراء رأينا فيها أطفال

وبنات وغلمان يرتدون قطع قماش جميلة بألوان 

زاهية بدلا من الثياب ،وكانوا يفتنون الناظر من

جمالهم ..شعورهم طويلة تنسدل على اكتافهم 

يداعبها الهواء كالحرير ..لكن آذانهم كانت طويلة

إلى الأعلى ،

أصواتهم في منتهى الروعة والجمال ..وقفنا 

مندهشين مفتونين للحظات حتى ناديت على احد

الغلمان ومسحت بكفي على رأسه الذي كان كملمس الحرير لكني لمست بيدي ماهو غير الشعر..لقد كان له قرنين صغيرين أيضا..ركض الغلمان إلينا وإلتفوا حولنا  ..كان لجميع الغلمان 

والبنات قرون صغيرة ..سألت الغلام:


-ماأسم هذه المدينة واين تقع؟


أجاب مجموعة من الغلمان والبنات معا كل يريد

إخبارنا أولا:


- الأعماق ..مدينة السلام .


نظرت النساء الساحرات الجمال من النوافذ ،بعد 

ذلك إقتربت منا إمراة جمالها لايوصف أبدا ..حتى

القرون والآذان زادن من جمالها ،

وبالرغم من مظهري الغير حضاري كما يبدو لي،

جلد الذئب والشعر الطويل جدا والمنفوش ولحيتي

الطويلة..إلا أنها نظرت إلي مفتونة ..تماما كما فتنت أنا بها مما أثار ذلك غيرة شروق ،

قالت المرأة:


-أهلا وسهلا في مدينة السلام ..تفضلوا معي إلى 

القصر ..مدت يدها وأمسكت بيدي لنمشي لكن

بسرعة سحبت شروق يدي من يدها وامسكتها 

هي وسرنا معا في الممرات المليئة بالأزهار والفاكهة إلى صالة الإستقبال ،

لكن منذ لحظة وصولي أدركت على الفور أنا

في مدينة يسكنها الجن .


(يتبع...)

تيسيرالمغاصبه 

٢٢-١-٢٠٢٢


تعليقات

المشاركات الشائعة