في عتمة الخافلة: بقلم تيسير مغاصبة

 (في عتمة الحافلة)

   الجزء الثالث

     ،،قصص،،

بقلم : تيسيرالمغاصبه 

       -١-

-------------------------------------------------------------

        

        

" يدك الجميلة سلبت عقلي"

             ج -١-


كانت الحافلة تسير عبر الطريق الصحراوي في 

أول رحلة لي فيها ..لم تكن من الداخل بنفس 

جمالها الخارجي مما يدل على أنها حافلة قديمة

وقد أجريت عليها بعض الإصلاحات والصيانة

السريعة،

لم أتأكد بعد إن كنت وحدي في الحافلة أم لا 

لأني بعد أن صعدت أولا لم أتنبه وقد شرد فكري

بعيدا ،لكن عندما وصلت إلى انفي رائحة العطر 

الجميلة شعرت أنه ربما يوجد غيري في الحافلة 

لأنه بالطبع من غير الممكن أن أكون وحدي 

مسافر في حافلة بهذا الحجم والفخامة،

لكن عندما أنظر إلى الأمام أتأكد  أني معزول

عن السائق والمضيفة تماما ويوجد فاصل بيننا

فبدوت كما وأني سجين يتم نقله إلى معتقل 

أخر ليلا وبشكل سري،

لو لم تفشل تجربتي العاطفية الأخيرة مع لينا

لكانت الأن إلى جانبي.. يدي تحتضن يدها ،ونكون 

معا في رحلة "نشتي" بها ، بدل ذهابي للعمل بعيد  جدا   ...كي أنساها..

ليتني لم أعرفها من البداية، 


وأنا أجلس في منتصف الحافلة وأنظر أمامي 

كانت جميع المقاعد خالية من المسافرين، 

أما خلفي فشعرت بأنه من غير اللائق أن أنظر 

 وأنا أسمع بعض الوشوشات والهمسات 

الخجلة الخافتة ..فقد أكون الرجل الوحيد في

الحافلة بين مجموعة نساء فأنا لاأشم رائحة

سجائر أبدا ..هي رائحة عطور رائعة فقط،

ماأن تخفت أصوات الهمسات وتذهب رائحة 

العطور حتى أشعر بالضيق والوحشة فأقول في

 نفسي "ماذا تفعل تلك المضيفة الغير مهذبة

مع السائق ..لماذا لاتتركه وتقوم بفتح هذا الفاصل

اللعين وتحضر لتفقد المسافرين وتقدم الطلبات 

لهم "

ثم اراجع نفسي وأقول :

"أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم"

من جانب مقعدي ومن تلك الفتحة بين المقعدين 

أخرجتني من توتري النفسي عندما 

إمتدت اليد الجميلة التي تحسست ذراعي ثم

تجولت على صدري  لتحط فوق قلبي  مباشرة لتزداد خفقاته التي كادت أن تتوقف عن

  النبض في


الحب مرة أخرى مع أخر تجربة 

 عاطفية فاشلة مررت بها.


(يتبع...)

تيسيرالمغاصبه 

2-1-2022

تعليقات

المشاركات الشائعة