عجوز الوادي: بقلم تيسيرالمغاصبة

 (عجوز الوادي)

قصة مسلسلة

بقلم:تيسيرالمغاصبه 

-------------------------------------------------------------

      -٦-

،،أنا وهن ،،،


إنتهت رحلتي في ظلام الصخور بعد أن فقدت 

الأمل في النجاة  لفظتني الصخور فوق الرمال،

ورأيت نور الشمس مجددا ..لكن في جانب أخر

من تلك الصحراء،

بقيت مستلقيا على ظهري فوق الرمال أكتسب 

الدفء من سخونتها ومن حرارة الشمس، لم 

اتأذى من رحلتي بين الصخور بسبب الطحالب 

والحشائش والمياه القليلة،

شعرت برغبة في البقاء نائما تحت أشعة الشمس 

الدافئة قبل أن افكر أين أنا الأن ،لكني سمعت 

صوت خطوات أقدام  أدمية تقترب مني بتمهل..

فبدت كما وأنها تتنزه،

رفعت كفي لحجب أشعة الشمس عن عيني كي

أتمكن من الرؤية ،وظهرت أمامي ..قشعر بدني 

من شدة قباحتها ..كانت إمراة أو على الأصح 

  شبه إمرأة ..جسدها مكسو بالشعر .أظافرها 

طويلة كمخالب الوحش ..أنيابها طويلة ..شعر رأسها يصل إلى الأرض..رائحتها كريهة جدا،

فدب الرعب في قلبي ،جلست في مكاني وقلت

لها :


-من أنت ؟


إبتسمت بسعادة وقد إزدادت قبحا ..تأملتني 

للحظات ثم قالت مسغربة:


-هل حقا لاتعلم من أنا.


-لا ..لاأعلم من أنت؟


-حسنا دعك من هذا ..لكن أنت مشروعي الجديد.


-لم أفهم ..من أنت وماذا تريدين ..واين أنا؟


-من أنا.. كان عليك أن تعلم ذلك عند رؤيتي ..أما 

ماذا أريد.. فأنا أريد نجاتك من الموت ..وأخيرا أين

أنت..فأنت في قبضتي ..في قريتي ومكان نفوذي.


-...م..ماذا تريدن مني ؟


-شيئا جيدا ..على الأقل هو أفضل من الموت حتى

تنتهي مهمتك ..كذكر .


-لم أفهم ؟


-لا عليك.. سر ورائي وهناك سأخبرك بكل شيء.


-لا..لن أتبعك؟


لكنها نظرت إلي بغضب وكشرت عن أنيابها مهددة

وكان من العقل أن  اتبعها لأني كنت أجهل ماهي،

فمشيت وراءها حتى أدخلتني في ممرات ضيقة

ومتعرجة بين الصخور المرتفعة جدا ،


بعد دقائق من المسير رأيت مخلوقات  تشبهها 

كثيرا كانت تظر إلي وتبتسم بسعادة ..ثم رأيت

الكثير من رفات البشر والجماجم على جوانب 

الممر،هنا عرفت الحقيقة ..أنا قد وقعت في قبضة

الغولة وبلا شك سأكون اليوم وجبة لها ولرفيقاتها

إقتربت الغولات  مني وهن سعيدات وقالت

لهن :


-أخيرا أستطعنا العثور على ذكر ؟


قالت إحداهن :


-لكن ارجو أن لا تضعف مقاومتك وتاكلينه كعادتك؟


قالت بثقة:


-لا لن أفعل هذه المرة ..لقد بدأت أخشى من 

الانقراض ؟


ثم نظرت إلي وقالت :


-أتعرف ماهي مهمتك ؟


قلت :


-ومن أين لي أن اعرف؟


-بما أن الغيلان والبشر من نفس الفصيلة وبما أننا

هنا جميعنا من الاناث فإن مهمتك هي زيادة 

عشيرتنا الصغيرة المهددة بالانقراض لعدم وجود 

ذكور فيها؟


-لماذا لايوجد فيها ذكور.


-جميعهم ماتو في الصيد ؟


-في الصيد .


-هههههه نعم.. صيد البشر وقد غرقوا في القني؟


-................... .


-لقد اخبرتك بالحقيقة بالرغم من أنه لاينبغي علي  ان اخبرك ..و بما أنك في قبضتنا فلا خيار أخر

امامك؟


-لكن ماذا لو رفضت.


هنا ضحكت جميع الغولات ..ثم رفعت الغولة قدمها ورشقتني بماء قذر ملتصق بفرو قدمها

الغزير وشعرت بعد ذلك بأني منقاد وبلا إرادة

أنفذ ما يطلبن.


(يتبع...)

تيسيرالمغاصبه 

١٩-١-٢٠٢٢


تعليقات

المشاركات الشائعة