قلوب بيضاء: بقلم تيسير مغاصبه

 (قلوب بيضاء)

قصة مسلسلة 

بقلم :تيسيرمغاصبه 

-------------------------------------------------------------

   -١٤-


  ،،قلوب،،،


لم تستطع سناء النوم في تلك الليلة بأفكارها 

المتناقضة ..وصراع عقلها مع قلبها بينما عبارة 

خالها الأخيرة ترن في رأسها وتؤرقها "سألتيه 

إذا كان متزوج وعنده أولاد ".

هل يمكن أن تكون علاقتي برجل متزوج..ولديه

أولاد..وإذا كانت هذه حقيقة ؛هل هو يحبني 

بالفعل..أم أنه يريد مني  ان اكون عشيقة له..أم أنا مجرد تجربة..تجربة فقط..

وعلاقة عابرة في حياته،

إذن لماذا  ألوم أختي الصغيرة سهام بينما 

أنا الطبيبة اقوم بأفعال مشابهة لأفعالها،

لماذا الأقدار تعبث بنا هكذا ..وإذا كان متزوج 

بالفعل هل أستطيع أن أنهي هذه العلاقة ..

هل يمكن إنهاء علاقة حب بكلمة واحدة ،

إثناء جلوسها مع نفسها ..والليل ..خرجت بقرار 

الإستمرار حتى النهاية..لن تترك سهل حتى لو

كان الأمر كذلك ..حتى لوكان سهل متزوج..

لماذا ..الحقيقة هي إنها لاتستطيع الابتعاد عنه 

لحظة..وهو أيضا يحبها وهي ترى ذلك في 

عينيه ..أي فضلها على زوجته ،

والحقيقة أن سناء إمرأة..وقد احبت وبصدق..

مهما حاولت المكابرة..أنه الحب ..وآه من الحب ..

لكن كيف أسيء لأمرأة أخرى ..لماذا أحطم 

قلبها..لكن ..وقلبي أنا...كيف أبني سعادتي على 

انقاض أسرة أخرى ...لكني احبه،


*    *    *    *    *    *    *    *    *    *    *    *


كانت سناء وهي متوجهة إلى سهل في المكتبة

تشعر بازدياد خفقات قلبها كما وإنها ذاهبة إلى 

إمتحان..فحين تشعر إنها تتمنى أن تطول 

المسافة بينها وبين المكتبة ..وحين أخر تتمنى 

أن تقصر ،

لقد كان صراع بين العقل والقلب ..لكن القلب 

كان يخفق ..وبشدة ..

فهي لن تتراجع أبدا .فقد احبته بصدق..

ولا تعرف لماذا احبته..هل هو الفراغ العاطفي ..

أم إنها أحبت كأي فتاة تحب بحكم المشاعر 

والأحاسيس،

كان سهل يبادلها نفس الحب..وقد تعلق بها 

كما تعلقت به تماما..فإن قلب الرجل يتسع 

لأكثر من إمرأة، 

لقد كان ينتظرها بشوق ..وصلت سناء ..إبتسمت 

  بشوق لا يقل عن شوقه لها  وقالت :

-كيفك سهل ..كيفك حبيبي؟

وقف سهل بلهفة  وقال :

-أهلين سناء ..أهلين حبيبتي..والله كأنك غايبه

عني سنه؟

قالت برقة وحياء:

-لهاي الدرجه بتحبني ياسهل؟

-ياريت لوبقدر اوصفلك حبي بس بالكلام. 

استمر تبادل النظرات والابتسامات عندما إنتهى

الكلام ،حتى قالت سناء وكإنها في إمتحان 

لابد منه:

-سهل؟

-نعم ياحياتي .

كنت بدي اسالك سؤال.....وللا احكيلك ..بلاش؟

-طب والله غير تحكي. 

-أنت متزوج؟

-شوفي حبيبتي انا مابدي ألف وادور معاكي 

وبعدين تكتشفي إني كذاب ..وانا كنت رايح 

اقلك اصلا إني متزوج وعندي ولد وبحبهم 

كثير .. وحبي إلك مابقل عن حبي إلهم 

وبدي إياك إتكوني معنا...هم بحبوني وبتمنو 

إلي السعادة ..وانا سعادتي إنا إنكون كلنا مع 

بعض؟

-.................................... .

كمان نسيت أقلك  إني حكيت لمرتي  سوسن أنه 

صوتك بشبه صوتها بالضبط لماتحكي؟

قالت سناء في نفسها:

"إ يش إلي  انا بشوفه وبسمعه  حلم وللا 

حقيقة ..وحده بتفرح لوجود وحده ثانية 

تشاركها حب زوجها إلي بتحبه ..وكمان 

إتشاركها بيتها "

قال سهل مخرجها من شرودها:

-ليش إنت ساكته حبيبتي؟

-لامفي إشي حبيبي.

- يعني موافقه؟

-اكيد موافقه..أصلا هيك انا حبيتك اكثر لأنك 

كنت صادق معي .

-انا بكره رح آخذك معي على الفيلا تبعتي الواسعه

قالت سناء:

-نسيت أسالك أنت وين ساكن ؟

عندما وصف لها مكان سكنه تفاجأت أنه يسكن 

في  فيلا بنفس منطقتها  وقريبة جدا من 

فيلا أسرتها،وقالت:

مش معقول ..هذه الفيلا إلي بتظلها ضاويه طول 

الليل ؟

-أه هي بالضبط ..ليش إنت بتعرفيها؟

-إنتو تقريبا جيران إلنا؟

-بالله جد.

- والله...شو كأنكم مابتنامو إلا على ألضو؟

-إحنا مابنحب العتمه..بنحب البهجة والسهر من

يوم ماورثت الفيلا عن ابوي لأني الولد الوحيد ..

اما البنات ..إخواتي هن ثلاثه وكانت الأراضي 

من نصيبهن حسب توزيع الميراث؟

-وين هنه ساكنات هسى؟

-مين ..اخواتي؟

-أه.

-باعن أراضيهن وكل وحده تركت البلد وهاجرت 

مع زوجها وظليت انا في البلد مع عيلتي مرتي 

سوسن وحبيبي فراس في الفيلا بنعيش بسعادة 

وهسى زادت سعادتي لما عرفتك؟

تحمست سناء كثيرا لزيارة فيلا  سهل ولتراها 

هذه المرة عن قرب ومن الداخل ..تلك الفيلا 

الجميلة والمبنية على الطراز الحديث، الفيلا 

المضيئة طوال الليل، وتلك الأسرة التي تشبه

أسرتها إلى حد كبير ..ولربما لايوجد الكثير 

من الأسر الطيبة في هذا الزمن ..لماذا لااعيش 

مع زوجته سوسن ..نعيش كأخوات، قالت

سناء :

- انا صرت متحمسة كثير إني اتعرف على سوسن

وابنك فراس؟

-بس.....؟

-بس شو حبيبي؟

-بدك تعذريني شوي لأني مش رح أخليك 

تشوفيهم من أول زيارة؟

-ليش حبيبي أنت مش قلت إنهم فرحانين 

وبدهم يشوفوني؟ 

-مزبوط.. بس أنا بدي إتشوفي الفيلا بالأول

وبألأيام الجايه بتتعرفي عليهم؟

صمتت سناء قليلا وهنا ربما شعرت بالشك 

في أن تكون زوجته موافقة وربما يريد أن يمهد لها

هذا الأمر..أو إنها تعلم لكن تبقى مسألة 

الإقناع ،وقالت بخيبة أمل:

-طيب ماشي حبيبي.


*     *     *    *    *    *    *    *    *     *    *


عندما خرجت سناء من المكتبة كان خالها أمين 

في إنتظارها وكان يستعد لتوصيلها ..صعدت 

معه ..قال بحماس كبير:

-أه ..احكيلي ..شو اخبارك مع سهل؟

قالت :

-بكره إن شاء الله بدي اروح على فيلته حتى 

أشوفها تمهيد حتى اتعرف بعد هيك على مرته و

إبنه،على فكره فعلا طلع متزوج...بس ..صارحني 

ماخبى علي ؟

ضحك خالها ولم يقل لها الكلام المتوقع في تلك

الحالات..هل ستتركينه..أو.. يجب أن تتركينه الخ..

بل قال لها :

-لما تشوفيهم سلميلي  عليهم .


(يتبع...)

تيسيرمغاصبه 

٢٦-١١-٢٠٢١


تعليقات

المشاركات الشائعة