قلوب بيضاء: بقلم تيسير مغاصبه

 (قلوب بيضاء )

قصة مسلسلة
بقلم : تيسيرمغاصبه
-------------------------------------------------------------
    -١٠-
،،،كدمات ،،،،

بعد أن تعرضت دلال للضرب من قبل خطيبها
عادل وتركها في المطعم، نهضت وهي لاتزال
مذعورة، وتشعر بالألم والمهانة كونها أول مرة
في حياتها تتعرض للضرب ،
جرت كالطفلة التائهة إلى الشارع..إستقلت
عربة لتنقلها إلى بيتها،
وصلت إلى البيت..جرت غير مصدقة ما حدث
معها ..بل كان كما وأنه حلما مزعجا أو كابوسا
تراه في نومها،
كانت أمها تحمل صينية القهوة ..وضعتها على
المنضدة ..عندما فتحت دلال الباب بسرعة
وجرت إلى أمها لتحتضنها وتجهش بالبكاء،
قالت الأم فزعة:
-ياساتر يارب ..إيش مالك يا بنت،ليش وجهك
هيك ،ليش شعرك منفوش هيك؟
قال الأب:
خليها هسى ترتاح إشوي وبعدين بتحكي؟
سمعن أخواتها بكائها وهن في غرفهن..جرن
إلى صالة  الجلوس..وقفن ينظرن مندهشات
من حالة دلال ،
بعد أن هدأت دلال ..نظرت في وجه امها
الجميل ثم تركتها وجلست إلى جانب الأب
لتضع رأسها في حجره وتحاول أختراق
صدره ،
أخذ الأب يمسح شعرها وقال لها بحنان
مداعبا:
شو يادلال كأنه مخمشيتك لبساس وإنت
جايه؟
ضحكت دلال ثم رفعت راسها وعندما اصتدمت
نظراتها مباشرة بنظرات سناء أدارت وجهها
عنها حتى لاتكشفها  نظراتها ،
جلست أخواتها ماعدا سناء التي بقيت واقفة
تنظر إلى دلال بتمعن، وقالت الأم :
-يله عاد إحكي شو إلي صار معك خلصينا؟
قالت دلال :
كنت ...راجعه من المطعم في التكسي
وتدعمنا باص مسرع وانخبط  رأسي بالشباك؟
قالت الأم:
-ياساتر يارب ؟
نظرت سناء إليها نظرة تدل على إنها غير
مصدقة أي كلمة من كلامها وتمتمت:
-تكسي وباص ماطول عمرنا بنركب سيارات،
الله يصلحك بس ؟
فهزت رأسها وعادت إلى غرفتها،
أمسكت امها الموبايل وإتصلت على عادل
عندما سمعت صوته قالت :
-ألو ..كيفك عادل ..كيفك ياخالتي..لامافي
إشي بس دلال اجت هسى ولو شوي كان
خسرناها؟
قال بخبث:
ليش شو صار ؟
-والله يا عادل وهي مروحه بالتكسي إتدعمها
باص واجت كلها كدمات،معليش بلاش تطلع
مرة ثانية لحالها وخصوصا الصبح إنت بتعرف
كيف طريق صويلح والجامعة؟
رد عادل بسخرية:
-هذا كله من يباسة راسها ماانا فهمتها كل إشي
لكن إنت بتموني ولا يهمك ياخالتي؟
قالت الأم:
-الله يخليك ويخليكم لبعض معليش كله
اسبوع وبتصير دلال عندك وبنخلص من
القلق عليها ؟

*    *    *    *    *    *    *    *     *     *     *

يمر أسبوع على تلك الحادثة ثم تزف دلال
إلى عادل ،كانت دلال لاتريد أن تصدم أمها من
البداية ولا تريد ان تسبب لها أي ألم فهي
تتمنى أن يديم الله ابتسامتها الجميلة ،فكيف
توافق على شخص ويكتب كتابها وبعد أيام
قليلة تفاجئهم بما حدث ماذا سيحدث لامها
وأبيها الذي بدأ يهزل ويهزل ويتقدم به العمر
بسرعة ،
قرر عادل أن يكون شهر العسل في مدينة
العقبة فكان أثناء قيادته يملي عليها أوامره
وما يحب وما يكره..وماالشيء الذي يثيره
حتى تتجنبه،بينما العربة  منطلقة بهما بسرعة
قسوى على الطريق الصحراوي،

سمعته دلال للأخر ثم قالت له :
-وانا ؟
قال بأستفزاز:
-شو  انت يا...؟
- انا مش انسانه وعندي احاسيس، وإلي طلبات كمان  وللا بدك أياني خدامه عندك؟

-أيش ايش؟
-يعني ليش ماحكيتلي كل هذا الحكي قبل
مانكتب لكتاب؟
قال وهو يستعد للثورة من جديد:
-شو قصدك وله؟
قالت وهي تعلم بالعواقب:
-انا مش وله ؟
لكنه أوقف السيارة فجأة وقال ثائرا:
- إنت وله وستين وله ..واقلك كمان  إنزلي من السياره على بين ماتتعلمي الحكي وشهر عسل
مافي ..وياويلك لو برجع ومابلاقيكي هون ؟
نزلت دلال من السيارة وانطلق بسيارته
مسرعا لتجد دلال نفسها في الصحراء المخيفة..
وحدها،

(يتبع...)
٢٠-١١-٢٠٢١
#####
(قلوب بيضاء)
قصة مسلسلة
بقلم :تيسيرمغاصبه
-------------------------------------------------------------
     -١١-
،،،شموع،،،

بعد أن هاجرت سماح مع زوجها المؤلف الموسيقي
مثقال القاسم إلى أمريكا ،
لم يعانيا كثيرا في البحث عن منزل للبيع ،فيبدو
أن الأقدار كانت تخدمهما فوجدا منزلا جميلا كان
كما وأنه يكلمهما ويقول لهما "أنتما أصبحتما من
الأن أمريكان ".
أما من ناحية مواهبهما وعبفريتهما، فمنذ البداية
قد إنبهر الجميع بهما ،وقد إنهالت عليهما العقود،
فكانت سماح تدرس الموسيقى والنوتة في مركز
كبير ،وتدرسها  للمبتدئين في مركز أخر،
أما زوجها مثقال ..فكان كما وأنه بركان من الإبداع
والفن قد تفجر فجأة بمجرد وصوله إلى أمريكا،
أي بتعبير أخر؛ كما وأنه كان معتقلا وخرج
فجأة إلى النور ،أو كان ميتا واعاده الله إلى الحياة
من جديد،
كان يتعلم بسرعة ويتطور بشكل مذهل،
بل أصبح مبتكرا؛ بأن أضاف الأوتار لبعض الآلات
الوترية، وقدم فكرة لتطوير أحدى آلات النفخ
القديمة،
وكون مثقال فرقة تضم أكثر من أربعين عازفا،
كان يؤلف المقطوعات كذلك الموسيقى التصويرية
للأفلام ،وموسيقى المسرحيات الحية المباشرة،
لم ينظر إليهما على إنهما عرب ..بل كان الجميع
يفتخر بأن يصفهما بأنهما أمريكان،
أما سماح فكانت تؤلف المقطوعات الموسيقية
المؤثرة وكانت معزوفتها الأولى بعنوان "حبيبي"،
وهي هدية قدمتها لزوجها وحبيبها مثقال ،
اعقبتها بمعزوفة "انا معك" لتحثه بها على المزيد
من العمل والمثابرة ..والصمود والمواصلة،
وأخر تلك المعزوفات كانت "أبي" ثم معزوفة
"أمي" و"أخواتي "تعبر بهن عن شوقها لأسرتها
البعيدة،
تمر الأيام سريعا دون أن يشعرا بمرورها..ويفاجىء
مثقال الجميع بأن بدأ بتأليف السمفونيات ويصبح
المايسترو الذي يقف الوقفة المهيبة أمام الفرقة
وظهره للجمهور الضخم الراق،
الف عدة سيمفونيات منهن "ملهمتي" وجميع
تلك السمفونيات تعتبر بمثابة هدايا لزوجته سماح
تقديرا لوقوفها إلى جانبه وإخراجه من حزنه إلى
الحياة ،
يوما ما وقع أرضا أثناء أحدى البروفات مع الفرقة
على سيمفونية، فنصحه طبيبه أن
لايرهق نفسه بعد اليوم لأن قلبه لم يعد يحتمل
ضغط دماغه العجيب وعبقريته المدهشة،
أن المجهود الذي يبذله لايمكن أن يحتمله بشر،
فقرر أن يصطحب زوجته سماح للسفر إلى
باريس لقضاء فترة نقاهة ليتفرغا خلالها لانفسهما،
فهما بالفعل باشد الحاجة إلى الراحة ليكونا
كعشاق..كعشاق فقط.. بعيدا عن الموسيقى
ويعودان  بعد ذلك إلى العمل ،لكن كيف وأن
كل مافيهما ينبض بالموسيقى،
أثناء سفرهما في الطائرة نظر مثقال إلى سماح
متأملا وجهها الجميل الذي يشع نورا ..نظر
إليها طويلا ثم همس إليها:
-الله..ماكنت عارف قديش انت حلوه ؟
أبتسمت سماح واحمرت وجنتيها خجلا..أمسك
بيدها..قبلها وقال معتذرا:
-حبيبتي..يمكن إني أكون إنشغلت عنك شوي
بدي تسامحيني؟
ردت سماح برقة وهي تميل برأسها على كتفه:
- انا عارفه حبيبي أنه كل هذا إلي بتعمله عشاني
وعشان مستقبلنا مع بعض لتحقيق احلامنا؟
قال :
-بس بعد ما أقدم سيمفونية "الأمل"رايح
آخذ إجازة أطول بكثير حتى إنلف فيها العالم
انا وانت ؟
-إن شاء الله ..حبيبي انا سعيده طول ماانا معك؟
ثم قال وكانه  تذكر شيئا:
-حبي الوحيد"...معزوفة هسى اجتني..هسى...
مقطوعة  إلك خصيصا..بدي اسميها
حبي الوحيد؟

*    *    *    *   *    *     *     *     *    *     *

يمضيان أسبوعا كاملا في اجمل وأفخم فنادق
باريس ثم يعودان إلى أمريكا،
وفي اليوم الأول  بمنزلهما تصحو سماح على
صوت البيانو المنبعث من صالة الجلوس ..تنهض
من فراشها..تدخل إلى المطبخ لتعد قهوة الصباح
على أنغام البيانو الدافئة،
عادت إلى الصالة وهي تحمل صينية فناجين
القهوة ..وضعتها على المنضدة ومثقال لايزال
مستمرا بالعزف وهو ينظر إليها مبتسما،
أما هي فكانت منسجمة مع العزف محلقة معه
في عالم جميل ،عندما إنتهى من العزف ألقت
عليه تحية الصباح ..رد بحنان :
-صباح الورد يا حياتي؟
-إيش هذا السحر والجمال حبيبي.
-ألله ماأحلاها من شفايفك..طيب اقعدي واسمعيها
من أولها..هذه معزوفة "حبي الوحيد "هديتي
إلك؟
جلست سماح لتحلق من جديد في عالم الخيال
والجمال ،وهي ليست أول معزوفة يهديها لها،
لكن هذه المعزوفة كانت مختلفة.

*     *     *     *     *     *    *     *     *     *

أستعد مثقال للدخول إلى الصالة الضخمة ليقف
أمام الجمهور الكبير ليقدم سيمفونيته الجديدة
العظيمة "الأمل"،فكان مرتبكا جدا كما وأنه سيقف
أمام الجمهور لأول مرة في حياته وقال لسماح:
-خليكي قريبة مني بدي كل ما إطلعت أشوفك؟
قالت سماح مشجعة:
-أنا معك دايما..أيش مالك حبيبي ..تشجع؟
أحتضنته بحنان كما وإنها تودعه للسفر ..منحته
الشجاعة..فدخل المايسترو والمؤلف والمبتكر
العظيم مثقال القاسم إلى الجمهور ..ضجت
القاعة بالتصفيق الذي استمر لربع ساعة وهو
منحنيا أمامه ،
ثم إستدار إلى ناحية الفرقة الضخمة..رفع عصاه
بيد ورفع يده الثانية ..أعطى إشارة للفرقة بالبدء.
فبدأت الفرقة بالعزف وسط إنبهار الجمهور الذي
لم يكن يريد للفرقة أن تتوقف عن العزف ابدا،
وعندما أنتهى من سيمفونيته الطويلة ضجت
القاعة من جديد بالتصفيق وهم وقوفا هذه
المرة وهو منحيا بإحترام وتواضع..رفع مثقال
ظهره لينظر فقط إلى سماح ويعود وينحني
لها ..فجأة وضع يده على قلبه ثم تهاوى على
خشبة المسرح ..سقط  دون حراك ..ضجة القاعة
أكثر وأكثر..جرت سماح إليه ..صعدت على
خشبة المسرح ..احتصنته..دخل طبيبة مع
مجموعة من المرافقين الذين حملوه ليدخلوه
إلى الكواليس ..هناك بعد أن فحصه الطبيب
هز رأسه وقال آسفا:
-أنا آسف جدا ...لقد رحل.

(يتبع...)
تيسيرمغاصبه
٢١-١١-٢٠٢١
######
(قلوب بيضاء )
قصة مسلسلة
بقلم : تيسيرمغاصبه
-------------------------------------------------------------
    -١٢-
،،،الملاك،،،

استطاعت سهام التوقف بسرعة قبل أن تتدعم
لؤي الذي كان نائما ويفتح ساقيه على شكل
مقص ،
أي لو كانت تركب دراجة نارية لكان قصمته إلى
نصفين هذا المتهور، حتى لم تستطع التحدث
من شدة الضحك ،
نهض لؤي وقال لها :
- انا اسمي لؤي ..وأنا مجنون فيكي وبطلب
أيدك للزواج ؟
-ههههههههههههه.
-أنا بتكلم جد وانا بعيش مع أمي لحالنا ووضعنا
المادي اكثر من ممتاز  وإذا وافقت علي
أو حتى ماوافقتي مش رايح يبعدني عنك غير
الموت ؟
-ههههههههههههه أبدا...هيك من الباب للطاقة؟
-اتركينا من الطاقة انا بدي ادخل من الباب ..
أو دخلت خلص ..بعدين هذا هو الحب بيجي
من غير ميعاد؟
-طيب وأذا انا ماحبيتك مثل ماحبيتني شو
بدك تعمل ؟
-بسيطة ممكن إني أكون خدامك.
-هههههههه ياعيني لهاي الدرجه؟
-والله العظيم إني بحكي جد.
-طيب وإذا ماقبلتك حتى خدام إلي ؟
-بهذه الحالة في حل ثالث وسهل كثير؟
-حلو هات أعطيني إياه ..شو هو الحل ؟
-إنتو في عندكو سياره ؟
-أه طبعا في سيارة لبابا ؟
-حلو ممكن تركبيها بكره وانا بكون نايم هون
وبتدعسيني بيها وبموت وبتخلصي مني ؟
- ياساتر.
-والله بحكي جد؟
-أنت مجنون.
-صح.. انا مجنون بيكي ؟
-هههههههه طيب خليني افكر .
ادارت دراجتها للانطلاق من جديد.. بتلك
اللحظة مرت عربة مسرعة كادت أن تدهسها لكن
لؤي أمسك بها وأبعدها بسرعة إلى جانب الطريق،
فتعثرت قدمه ليقع ويتدحرج في المنحدر الحاد
  على الصخور بين الأشجار ،
-نظرت سهام فوجدته قد استقر في أخر المنحدر..
نزلت مع المنحدر حتى وصلت إليه، وقد تعرض
لكثير من الكدمات وإتسخ وجهه الشديد البياض
بالطين ليبدو كالطفل فيزيده ذلك  جمالا ،
أمسكت بيديه لمساعدته على النهوض..لكنه
عاد وسقط ثانية ..رفعته مرة ثانية ..وضعت
ذراعه  على كتفها واحاطت  خاصرته بذراعها
و تسلقا  معا ..وكان اسعد إنسان في
تلك اللحظة ..بل تمنى أن يتوقف الزمن ..أو
أن يسقط كل يوم عندما يلتقيها،
فبدأ يتعمد الوقوع لتطول المسافة على ذلك
الوضع ويستمر بإحاطة ذراعه على كتفها وهي
تحيط بخاصرته الشديدة النحول،
كانت سهام تحاول كتم ضحكتها بينما تقول
في نفسها:
"من وين أجتني هذه المصيبة"
وصلوا إلى الشارع ..قال لؤي:
- انا تعبان ممكن توخذيني على البيت وهناك
بالمره بعرفك على امي ؟
ردت سهام ساخرة بعد أن إنفجرت بالضحك من
جديد دون أن تستطيع التوقف عن الضحك وهي
ترى مراوغته الأقرب إلى البراءة:
-هههههههههه بالله عليك ؟
-طيب خلص مثل مابدك.
-يله يالؤي انا بدي ارجع على البيت أمبين أنه
الدنيا بدها تشتي؟
-طيب شو بالنسبة لحبنا؟
-هههههههههه حبنا..قصدك حبك ؟
-أه طيب حبي ؟
- انا حكيتلك بدي افكر يالؤي؟
قال وقد أصبح عنده امل كبير بالموافقة:
-طيب شوفي انا بدي آجي اليوم على بيتك
ومعي ورد ..وبوقف عند شباكك ورايح أظل
واقف تحت المطر . إذا حبيتيني بتعمليلي
شكل قلب بئديكي ..وبروح بسرعه . واذا
ماحبيتيني بتعمليلي حركة اوكيه مقلوبة بئيدك
وبعرف إني صرت خدامك ..وكمان بروح؟
-هههههههه طيب وأذا ما عملتلك لأهيك ولا
هيك ؟
قال بأسف وكانه يريد أن يبكي:
بهذه الحالة بظلني واقف تحت المطر حتى
اتجمد واموت شهيد؟
-هههههههه شهيد...شهيد شو ؟
-شهيد الحب .
كانت تنظر في وجهه الخالي من الشعر كوجه
فتاة وتتخيله طفل صغير مدلل ،
لاتعرف ماالشيء الذي جعلها تحب أن تبقى معه
وتنظر في عينيه الواسعتين وتقاسيم وجهه
الطفولية، وشعره الطويل المنسدل على كتفيه،
والغرة المنسدلة فوق عينيه كستارة من الحرير،
ماهو الشيء الذي جعلها تقف معه وتماطل
طالما إنها لاتعترف بالحب ولا بالزواج..بل
كانت قد حسمت هذا الأمر  سابقا..قالت
بغنج مفتعل:
-لااااااااا لؤي ماتروح لعند البيت بعدين بزعل
منك ...انا بكره بردلك الجواب ؟
قال لها وهو كالطفل المتسرع:
-لا مابقدر اتحمل لبكره..اليوم ..من هون للمسا
معك وقت اتفكري؟
ضحكت كعاتها وظهر صف اسنانها البيضاء
كصف اللؤلؤ وقالت :
-طب يله باي؟
قال :
-بدي اركض بجنبك على بين ماتوصلي بيتك
وبعدين برجع ركض على بيتنا؟
-ماشي .
جرى لؤي إلى جانب سهام هي على دراجتها
وهو على قدميه والهواء البارد  يداعب شعراته
الملساء كالحرير.

*   *    *    *    *     *     *    *    *     *     *

في المساء دخلت سناء على  غرفة سهام وهي
تفتعل حركات رقص ساخرة وتقول:
-ياعيني على البنت إلي بتقول إنها إتجوزت حالها
وبتطلع بتحب شب حلو مثل الكوري؟
تفاجأت سهام وصدمت بأن سناء قد شاهدتها
مع لؤي ،لكن ردت بثقة:
-آآآه ...طيب..بفهم من هذا الحكي إنك شفتيني
مع هذا الولد مش هيك ..على كل حال فكري
زي مابدك ،لكن بحب اقلك إني شفته بالصدفه
في طريقي وعلق بي  وقلت بتسلى إشوي ؟
قالت سناء بغضب :
تتسلي بمشاعر غيرك ..شو بتحكي.. إنت ماعندك
إحساس ولا مشاعر قلتي مابدك اتحبي ولا
تتجوزي قوليله إنك مابتحبيه وخليه يروح
بحاله ،والله شب مابحكي هالحكي إلي إنت
بتحكيه..قال تتسلى قال؟
قالت سهام ساخرة :
-شب بنت والله هاي حياتي؟
قالت سناء غاضبة ؟
-حياتك ..طيب قومي ياحياتي إنت إطلعي من
الشباك ؟
وقفت سهام بسرعة ورأت لؤي يقف قريبا
من الفيلا تحت المطر الغزير وبيده باقة أزهار،
ولم يكن يرتدي سوى بدلة رياضة خفيفة ،
أما لؤي السيء الحظ فما أن وصل إلى الفيلا
حتى بدأت السماء برميه بالبرد كما  وإنها
كانت تترصد وصوله ،
إستمر هطول الأمطار والبرد وهو يقف
كتمثال الحرية ينظر إلى نافذتها بانتظار إشارة
منها ،
ذهبت سناء إلى غرفتها اما سهام فلم تعطي
أي إشارة ..فكانت تبتعد عن النافذة لنصف
ساعة في كل مرة لعله يذهب  ثم تعود لالقاء نظرة عليه فتجده لايزال واقفا بعناد
كما وأنه تحت تأثير سحر  ،فقد كان جادا فيما
قاله لها ،
وكانت السماء مستمرة في قذف حجارتها دون
رحمة ،
حتى دخلت سناء  مرة ثانية إلى غرفة سهام
وقالت :
-شو صار للشب؟
قالت سهام :
-بهدوء مابعرف؟
نظرت سناء من النافذة وقالت صارخة:
-تعالي تعالي شوفي ؟
نظرت سهام فكان
لؤي واقعا على الأرض دون حراك في
مستنقع الماء والطين .

(يتبع.....)
تيسيرمغاصبه
٢٣-١١-٢٠٢١
#####
(قلوب بيضاء)
قصة مسلسلة
بقلم: تيسيرمغاصبه
------------------------------------------------------------
     -١٣-
،،،ضياع،،،

بعد أن ترك عادل دلال في الصحراء الموحشة
على طريق العقبة بين الصخور المرتفعة ،
كانت حين تتجول وهي حريصة بأن تبقى
قريبة من الشارع ،حتى لو عاد عادل يتمكن
من رؤيتها،

*   *    *    *    *     *    *    *    *    *    *    * *

أما عادل فأنطلق بعربته متابعا طريقه إلى
مدينة العقبة ،
أشعل سيجارة...نفث الدخان  وزفر زفرتا
طويلة مع الدخان وقال بصوتا مسموعا:
-يعني إنت بدك إتكوني أحسن من أمي إلي
ياما أكلت ضرب وشلاليط من أبوي ؟

*   *    *    *    *    *    *    *     *     *    *    *

كانت الدقائق تمر ساعات على دلال في الصحراء
الموحشة،فقررت أن تتجول في مساحة أكبر
تعطيها لنفسها طالما أن الشارع في وسط
الصحراء يشق الطريق،
فلا يد أن يراها خصوصا أنه لايوجد سواها في
تلك الصحراء القاحلة، كانت الناقلات الضخمة
التي تمر ببطء كما وإنها تسير في جنازات،
فابعدت نظرها عن الشارع لتنظر إلى الأفق
البعيد ،
رأت أمامها فيلا أسرتها الرائعة تصدر منها
أصوات الضحك والغناء ..جرت إليها مسرعة
وهي سعيدة ..لكن ماكادت أن تصل إليها حتى
إختفت من امامها لترى بدلا منها صخورا
ضخمتا..الصخرة الواحدة بحجم المنزل،
فتتوقف وتجهش بالبكاء،

*     *     *    *    *    *    *    *    *    *    *

بينما كان عادل يقود عربته بسرعة قسوى
كان صوت امه يعلو في رأسه وهي تقول
صارختا للأب:
-لاتضربه على رأسه الولد بطل يسمع كويس..
ليروح ينعمي كمان؟
ويرد ابو عادل وهو لايزال ثائرا :
-هذا الولد شيطان أنا بدي اضربه واضربك معه
يافاجرة؟
فتتضح الصورة أمام عادل عندما كان ينهال عليه
ضربا وركلا وصفعا ويطأه بقدميه وتقول
الأم :
-بلاش تخسي الولد الله لايوفقك..الله يوخذك
ويريحني منك؟
ويقول الأب دون اهتمام موجها الكلام لعادل:
-ولك بتبوس بنت الجيران ياأبن الحرام هاظا شو
بدك  إتسوي لما تكبر؟
ترد الأم:
-هذا ولد جاهل عمره خمس سنين يازلمه شو
يعني هو بدو يبندقها يعني..هذا مابعرف الوساخة
إلي أنت بتعرفها ياخنزير؟
فيثور الأب اكثر واكثر ويقول لها:
- انا وسخ وخنزير يامره ياداشره يافالته ..صحيح
إن إخوانك ماربوكي؟
ثم إنهال  عليها بالصفع والركل وهي تصرخ
وتشتم دون توقف:
الله لايسامحك يا ظالم؟
كان عادل يتذكر عندما كانت تأخذه امه وتذهب
عند إخوتها الخمسة الأكثر قسوة من أبيه كونها
عاشت يتيمة الأب والأم،
فيذهب أبو عادل ثائرا ليعيدها فيقول بغضب:
بتعرفو شوبتقلي اختكو قليلة التربايه..بتقلي
وسخ وبتقلي خنزير..انا وسخ وخنزير؟
نهض  إخوتها جميعا ثائرين، وقال الأخ الأكبر
موجها الكلام لأخته:
-شو قلتي لجوزك ياواطيه؟
فينهال عليها بالضرب والركل ثم يقول لأبو عادل
معتذرا:
-أسمع عمي خذها جرها من شعرها على بيتك
وأنت إكسر وإحنا بنجبر؟
كان عادل منذ هذه الحادثة وهو يبول في فراشه
بولا مختلطا بالدم.

*    *     *    *    *     *     *     *     *     *     *

كانت دلال تتجول بين الصخور عندما رأت منظرا
مروعا يوقف له شعر الرأس، ثعبانان يلتفان على
بعضهما منتصبان..كما وإنهما في بحيرة ،وكانا
كما يبدو ذكر وأنثى..دخل الفزع في قلب دلال..
وجرت مسرعة حتى وصلت إلى الشارع وكإنها
أصبحت تشعر بالأمان وهي إلى جانب الشارع
الذي يربطها بالمدينة اكثر من تلك الصحراء
الموحشة.

*    *    *    *    *    *    *    *    *    *    *    *

وصل عادل إلى العقبة ..دخل إلى إحدى المطاعم..
تناول طعام الغداء ثم عاد إلى عربته واستقلها
عائدا طريقه إلى عمان ،
وتلك الذكريات الأليمة لاترحمه أبدا ..بل أصبحت
كابوسا دائما في حياته.

*     *     *     *    *     *    *    *    *    *     *

بدأت الشمس بالمغيب وبدت الظلال كالأشباح
مع علو نباح الكلاب الضالة..فتحدث نفسها
ياترى ماذا ستفعل لو حل الظلام وعادل لم يعود
لأي سبب كان،
لكن فجأة فرملت عربة خلفها وكإنها ستدهسها..
صرخت فزعة ..إلتفتت خلفها..كانت عربة عادل
وحمدت الله في سرها،
نظر عادل إليها بحدة وقال لها :
-إطلعي يله.

(يتبع....)
تيسيرمغاصبه
٢٤-١١-٢٠٢١
##


تعليقات

المشاركات الشائعة