مما كتب تيسر مغاصبه

 (قلوب بيضاء)

قصة مسلسلة
بقلم :تيسيرمغاصبه
------------------------------------------------------------
   -٥-
،،، خفقات ،،،

بعد نجاح سناء بامتياز بدأت بإعطاء  محاضرات
للطلبة والطالبات بحضور خالها أمين وإشرافه ،
وعند إنتهائها من محاضرتها التالية إلتقت
بزميلتها مرام التي طلبت منها مرافقتها إلى مكتبة
الجامعة لاستعارة كتاب ،
كانت مرام فتاة مغرورة ولها علاقات متعددة،
فكانت في كل مرة تستبدل رفيق بآخر.. وهي 
لا تعطي أي أهمية للمشاعر ولايهمها سوى اللهو،
قالت سناء :
-ماشي يامرام لأني انا كمان بدي استعير رواية
هذه المرة حتى اريح تفكيري من المحاضرات
وتركيزاتها؟
قالت مرام :
- أه وبالمرة بنتعرف على  سهل أمين المكتبة الجديد .
قالت سناء:
-انا كمان لسى ماتعرفت عليه بيقولو إنه خلوق
ومؤدب؟
قالت مرام بضيق لأن الكلام لم يروق لها:
-شو خلوق ومؤدب..كل شب لما يشوف أي بنت
بنسى حاله ،هم هدول بعرفو الأدب.
ضحكت سناء وقالت :
-يالطيييف..إنت دايما هيك نيتك عاطله وذمتك
واسعه..هو إنت لسى شفتيه تتحكمي عليه؟
قالت مريم بثقة :
-طيب ..طيب هسى بفرجيكي يامسكينه كيف
بدي أجره خروف قدامك.
قالت سناء وهي لازالت تضحك:
-ماشي خلينا نشوف كيف بدك إتجريه خروف؟
وصلن إلى قاعة المكتبة ..كان أمين المكتبة
الشاب الثلاثيني الوسيم جالسا على مكتبه في
أول القاعة ..دخلن وقبل أن تلقي سناء التحية
بادرته مرام بلا مقدمات وبلا إستلطاف:
-رواية البؤساء..هل هي موجودة ؟
أجاب بأدب:
-ولو ..البؤساء لفكتور هيجو أكيد موجوده.
ثم قالت آمرة :
-طيب روح  جيبلي إياها ؟
رمقها بنظرة أوصلت المعنى فورا ثم أبعد نظره
عنها وقال :
-الممر الأول، الخزانة السابعة ، الرف الرابع..
ثم مد يده باتجاه الممر الأول وقال :
-تفضلي ؟
كتمت سناء ضحكتها بينما مرام تتراجع عن
إستعارة الرواية  وقبل أن تترك سناء
وتغادر قالت لها:
-أنا بنتظرك برى لأني قرفانه؟
وزفر سهل دون أن يرد ،
اعجبت سناء كثيرا بشخصية سهل القوية
وعزة نفسه حتى أمام جمال مرام  المثير هنا
تذكرت أن مرام لم تعطها فرصة من البداية
لإلقاء التحية عليه وقالت :
-أنا بعتذر كثير  من تصرف زميلتي مرام
الغير لائق..انا سناء متخرجة جديدة والقي
محاضرات في الجامعة ؟
شعر بالدهشة من صوتها وكأنه يعني له شيئا، 
صمت قليلا وهو ينظر إلى قوة إنعكاس الضوء على زجاج  مكتبة ..ثم استعاد توازنه
وقال معتذرا:
- انا...أسف كثير شرد ذهني شوي ..أه بشو
بقدر أخدمك..أنا أسف مرة ثانيه؟
قالت برقة وصوتها الرقيق يفعل فعله به:
- على  شو الإعتذار استاذ سهل ،ما صار شيء.
-........................ .
- أه بدي رواية قواعد العشق الأربعون..وين
بلاقيها؟
كاد أن يشرد بذهنه مرة أخرى لكنه تدارك نفسه
بسرعة وقال :
-ولو ..شو وين تلاقيها هله بجيبلك أياها؟
توجه نحو خزانة الأدب وأحضر الرواية وقدمها
لها وقال وهو يمد الرواية إليها:
- على فكرة أنت إنسانة راقية وعظيمة في
إختياراتك...أه جلال الدين الرومي ..الله كم
اعشق هذا الرجل وحتى تلميذه وصديقه
الروحي شمس الدين التبريزي  ؟
قالت برقة :
-مرسيه.
إستدارت خارجة وقالت :
-شكرا كثير؟
اما سهل فشرد بذهنه من جديد ،وعندما آفاق
من شروده قال يحدث نفسه :
"سبحان الله، مثل صوتها بالضبط ،والله كإنها
هي إلي بتحكي معي ؟"
أما سناء فعند خروجها توقفت قليلا وقالت
تحدث نفسها :
"ياالله ماذا فعل بي هذا الشاب ؟)

(يتبع.....)
تيسيرمغاصبه
١٥-١١-٢٠٢١
######
(قلوب بيضاء )
قصة مسلسلة
بقلم:تيسيرمغاصبه
-------------------------------------------------------------
   -٦-
،،، قطاف  ،،،

كان عادل من المترددين على معارضها بحكم
مهنته كصحفي في جريدة يومية بصفحة
الثقافة والفنون ،
فكان يجري معها اللقاءات الصحفية عن معارض
الفن التشكيلي ،وبالرغم من أن دلال كانت تشعر
أن عادل ربما لا يصلح تماما لهذه المهنة لأنه
لا يمتلك الحس الفني الذي يعرف به الفنان
وعلى الأقل المتذوق للفنون الجميلة ،
كانت ترى أن تحقيقاته الصحفية معها هي أقرب
إلى تحقيقات رجل الشرطة أو رجل السياسة
بشكل عام،
لكن مع تكرار اللقاءات توطدت العلاقة بينهما
من الإعجاب إلى الاستلطاف وربما الحب،
ولأن  دلال دائمة القلق على أسرتها وخوفها
من فقدان أبيها ذلك الصدر الحنون والسند ،
وافتراقها عن أخواتها..وهي سنة الحياة ..
وخوفها من الدنيا وغدرات الزمن،فكانت تشعر
إنها بحاجة إلى رجل يمتلك تلك المواصفات
ليحميها.. وكما يقال لتستند عليه ،
نعم ..لأن في مفهومها أن لافرح يدوم ولا حزن ،
ولان الأسرة اليوم في فرح ..فلابد أن..........
كانت أختها سناء تقول لها دائما :
-ليش ماتتركي التشاؤم والقلق وتعيشي حياتك ..
وتنظري إلى الحياة نظرة وردية؟
فترد دلال :
-لأن الورود دائما تذبل ..ثم أنا حاولت كثير
لكن الخوف تمكن مني .
بعد أن صارحها عادل بإعجابه بها ورغبته
بالارتباط بها ،هي صارحت أختها سناء بدورها
وإنها هي أيضا تبادل عادل نفس المشاعر ،
وفي إحدى زيارات سناء إلى معارض أختها
دلال عرفتها على عادل وقالت سناء وهن
في طريق العودة :
-أنا ما بدي أحبطك يادلال وانا بحترم قراراتك..
لكن..ما بعرف ليش انا مش مرتاحه لهذا البني آدم ؟
فترد دلال غاضبة:
-وانا مع إحترامي لرأيك ولثقافتك وعلمك
يمكن تحليلك لشخصيته ما يكون صح هذه
المرة..بعدين أنت ليش بتعتبري كل الناس مرضى
وبدك تحللي شخصياتهم.
قالت سناء:
-والله أنت حره انا مابدي احكي معك اكثر
بهذا الموضوع عشان ما تزعلي مني ..بس
ياريت لو تفكري كويس لأن هذا زواج مش
لعبه؟
قالت دلال حاسمة:
-فكرت كثير وموافقه.

*   *    *     *     *    *     *     *    *     *     *
إثناء جلوس سناء مع دلال في الشرفة يرتفع
صوت رنين هاتف دلال وكان المتصل هو
عادل ترد دلال..ينبعث صوته الرخيم مخترقا أذنها..
ترتعش خجلا :
-كيفك دلال؟
أجابت بحياء مفرط:
-منيحه.
قال :
بدي أسألك إيمتى بيكون أبوكي موجود ؟
قالت بخجل وهي تخفي إبتسامتها عن اختها
سناء :
-بابا كل يوم بيكون موجود .
قال بجدية :
-بدي أزوركم اليوم ؟
وهكذا يدخل عادل إلى الفيلا السعيدة من بابها
ويطلب يد دلال للزواج وتتم الموافقة لأن دلال
كانت قد أخبرت عائلتها من البداية بموافقتها ولم تعطي أي مجال أخر للنقاش،

ولأن الأب ماكان يهمه سوى سعادة أسرته ..وهو
مقتنع بوعيهن وثقافتهن ويحترم رأيهن ؛فقد
وافق ،
لم يكن فترة خطبة ليتم التعارف بها كما هي
العادة ..بل أحضر عادل اسرته
وتم الأمر بسرعة ..كتب الكتاب وتحديد موعد
الزواج بعد أسبوع واحد فقط

*    *    *     *    *     *    *     *     *    *     *

كان اللقاء الأول بعد كتب الكتاب عندما إتصل
عادل هاتفيا بدلال واخبرها بأنه يرغب بتناول
الإفطار معها في مطعم راق والتحدث معها في أمور حياتهما المستقبلية،
وصف لها مكان المطعم ..

إرتدت دلال اجمل الثياب وخرجت لمقابلت عادل ،
لكن مع أزمة السير في الصباح تأخرت عليه 
ساعة كاملة..وعندما وصلت المطعم نزلت
من العربة تجري إليه كالطفلة،
لكن تفاجأت به ينظر إليها بعيون تقدح شرارا  ..
أمسك بيدها وجذبها بعنف وسار بهاإلى جانب
الحائط بعيدا عن الناس ..لم يعطها مجالا
للاعتذار.. إرتعبت أكثر من نظراته الحادة،
لأنه فجأة تحول إلى وحش وقال لها:
-يعني بتفكري إنك بدك تلاقيني قاعد ببكي
عليكي مثل الممثلين التركيين عشان تأخرتي علي ..من أولها ياوسخه ياوضيعه؟

ثم جذبها إليه وعاد ودفعها إلى الوراء لترتطم
بالحائط ثم تسقط تحت قدميه والدم ينزف
من جبهتها، وقال لها مهددا:
-لاتعيديها مرة ثانية؟
ثم ركلها بقدمه وغادر .

(يتبع....)
تيسيرمغاصبه
١٦-١١-٢٠٢١
#####
(قلوب بيضاء )
قصة مسلسلة
بقلم :تيسيرمغاصبه
-------------------------------------------------------------
   -٧-
،،،إغتراب، ،،،

كانت وظيفة سماح في مركز ذوي الاحتياجات
الخاصة هي تعليم منتسبي المركز الموسيقى،
فكانت تقتصر على  الآلات الخفيفة إلى جانب البيانو  مثل الدرمز والإيقاعات و
الاوكورجيون، والغيثارة وآلات النفخ إلى جانب
الغناء ،
وقد كونت فرقة رائعة سميت بالفرقة المعجزة
لبراعة افرادها في العزف والغناء،
فكانت فرقتها تشارك في جميع المناسبات
والمحافل بل والأسفار  إلى الخارج ،
من جهة ثانية كان مدير المركز "مثقال القاسم"
معجبا بسماح منذ أن رآها لأول مرة في
المركز ،وكانت سماح تستلطفه  أيضا فكانت ترى
أنه يمتلك الكثير من مواصفات أبيها،
ومثقال رجل في العقد الرابع من عمره،كان
يحب زوجته حبا كبيرا،  توفيت زوجته بعد
مرض عضال ،وعاش وحيدا على ذكراها إلى
أن رأى سماح وتعرف عليها وشعر إنها هي
الوحيدة التي تستطيع  تعويض فراغه العاطفي  الذي تركته زوجته ..بل وربما أن تحل مكانها،
لإنها الوحيدة التي إستطاعت أن تنسيه أحزانه
كونه مؤلف موسيقي مرهف الإحساس ودائما
دموعه على خديه ،
فكان الحب المتبادل  والانسجام بينهما بالرغم
من أنه يكبرها بعشرين  عاما ،لكن الحب له
أحكامه وقوانينه،
نعم.. هذا هو الحب الذي لا يعترف بفروق الأعمار
أبدا ،
تقدم مثقال لخطبة سماح ،وتمت الموافقة ..
وبدأ يزور العائلة كل يوم جمعة لتناول طعام
الغداء مع أسرة سماح ،
كان مثقال رجلا طموحا جدا ..لما لا وهو يعلم
أن وجوده في بلده يعني أنه لا يمكن ان يتطور
ابدا في الموسيقى وعالمها الواسع ،
كان يكرر دائما قول "هذه البلد مافيها مستقبل؟"
وصارحها بأنه قد إتخذ قرارا بأن  يتركا عملهما
في المركز بعد الزواج و الهجرة إلى أمريكا،
ليتابعا معا تعلم الموسيقى وكتابة النوتة،
صارحها بذلك قبل عقد القران لأنه كان صريحا جدا ليخيرها إن هي أرادت إكمال المشوار
معه أم لا ،
فوافقت على الفور..  وبكل سرور.. ودون تردد،
فإذا إستطاعت أن تصنع من ذوي الاحتياجات
الخاصة عباقرة ،فماذا ستصنع هناك مع وجود
كل الإمكانيات،

بعد ثلاثة شهور  تم الزواج ..وبعده بثلاثة شهور
أخرى قام مثقال ببيع كل ما يملك في عمان
وهاجر مصطحبا معه زوجته سماح إلى أمريكا.

(يتبع ..)
تيسيرمغاصبه
١٧-١١-٢٠٢١
#####
(قلوب بيضاء )
قصة مسلسلة
بقلم :تيسيرمغاصبه
-------------------------------------------------------------
   -٨-
،،، طائر،،،

بعد أن إنتهت سهام من ممارسة التمارين الرياضية
في الصباح الباكر ،خرجت بالتيشرت والشورت
تدفع دراجتها الهوائية بيديها في الممرات  حتى وصلت إلى الشارع الرئيسي المحاط بأشجار الصنوبر الكبيرة من كلا الجانبين   ،ومن هناك ركبت على دراجتها..وضعت سماعات الموبايل
في أذنيها..ضبطت مشغل الموسيقى على
أعلى درجة،

ثم قادت دراجتها بسرعة في الشارع الخالي
تقريبا من العربات والمارة،
وهو برنامج يومي تتبعه كجزء من تمارينها
اليومية الصباحية ،
ما أن إنحرفت مع إنحراف الشارع حتى ظهر
أمامها شابا هو الأخر مرتديا الشورت والتيشرت
ويجري بخفة الطائر ..لم تستطع إيقاف دراجتها
في الوقت المناسب فطرحته أرضا وإرتطم
رأسه بالشارع وسقطت فوقه هي ودراجتها،
لم تتأذى  لإنها كانت مرتدية جميع مستلزمات 
الوقاية.. منها واقيات الركب والمفاصل ،
اما الشاب فقد تعرض لكثير من الكدمات ونزفت
الدماء من رصغيه وركبتيه،
كان الشاب شديد الوسامة..شعره الطويل منسابا  كالحرير  لكنه نحيلا لدرجة أنه
لم يستطيع النهوض من تحتها  حتى نهضت  هي وأمسكت بيديه لتساعده على الوقوف،

وقبل أن تعتذر له بادرها هو وهو منبهرا بجمالها:
-أ...أنا بعتذر منك كثير ..م..ماكان قصدي ؟
قالت بسرعة وهي مندهشة من أدبه وأخلاقه
العالية:
-انا إلي بعتذر  إلك ..أنا آسفه كثير...أسفه كثير؟
ثم أخذت تتفقد ذراعيه ركبتيه، وقالت بقلق:
-بس ماتكون تأذيت؟
صمت الشاب وهو يتأمل جمالها الساحر دون
وعيا منه ،إبتسمت خجلة  وقالت :
- انا بعتذر مرة ثانية؟
ثم أمسكت بدراجتها  وركبتها من جديد عائدة
إلى الفيلا ،بينما الشاب ودون إرادة منه بدأ
يجري خلفها حتى لايفقدها قاصدا معرفة
منزلها،
جرى ورائها حتى توقفت سهام ثم توقف هو وإنزوى بين الأشجار
وشاهدها تنزل عن دراجتها
وتدفعها  سيرا على الأقدام إلى أن وصلت إلى  الفيلا فأنبهر من جمال
الفيلا وبنائها القديم وحجارتها الكبيرة،

*    *    *    *    *     *    *     *     *     *     *

كان ذلك الشاب هو "لؤي" إبن العشرين عاما،
الشاب اليتيم والوحيد لأمه التي كانت تحبه
كثيرا ولا تحرمه من شيء.. لما تحرمه وهو إبنها
الوحيد المدلل،
كانت تخاف عليه كثيرا ولا تسمح له بالابتعاد
كثيرا ،ولإنهما أثرياء  فقد وفرت له حياة الترف
والرقي و لم يحتاج إلى عمل أومهنة يشغلها
لأن زوجها  ابو لؤي  قد ترك لهما ثروة  تكفيهما مدى العمر،

*    *    *    *     *     *    *    *    *    *     *

منذ أن رأى لؤي سهام وهو  واقع بحبها ومتملكة 
كل كيانه وافكاره  ،وأصبح دائما شارد الذهن..
فكانت امه بحكم الصداقة التي نشأت بينهما
تفهم إبنها من نظراته وبماذا يفكر فتقول في
نفسها "حالة لؤي والله ما إلها غير تفسير واحد
مافي غيره..هو الحب ...والله كبرت يالؤي
وصرت إتحب..الله يحفظك "
فتقول له :
-إحكيلي ياحبيبي  مين هي وانا بطلبها إلك
مين ماكان ابوها..هو انا قديش عندي لؤي؛
لؤي واحد بس ..هو إنت شو ناقصك أسم
الله حولك مال وجمال وأخلاق وإبن ناس؟

*     *     *    *    *    *    *     *    *     *

خرج لؤي في الصباح الباكر وعلى نفس الموعد
الذي مرت به سهام ..إختبأ  خلف  الأشجار
وإنتظر حتى رأى سهام من بعيد على دراجتها،
فخرج من خلف الأشجار ونام على الشارع
في نفس المكان الذي اوقعته فيه كما وأنه فاقد
الحياة ..وعندما إنحرفت سهام مع إنحراف
الشارع رأته فكادت أن تدهسه بدراجتها  ..توقفت فجأة وقالت مندهشة من فعلته:

-شو بتعمل يا مجنون ؟

(يتبع....)
تيسيرمغاصبه
١٨-١١-٢٠٢١
#####
(قلوب بيضاء )
قصة مسلسلة
بقلم :تيسيرمغاصبه
------------------------------------------------------------
    -٩-
،،،عقول،،،،

بعد أن تكررت زيارات سناء إلى المكتبة، أو على
الأصح إلى سهل أمين المكتبة، فقد تركتها
زميلتها مرام بسبب خيبة الأمل الكبيرة
وخصوصا الموقف  الذي تعرضت له من سهل
ذلك المتعجرف كما تصفه،
فقد تطورت العلاقة بين سناء وسهل من
الاستلطاف إلى الإعجاب المتبادل ..وثم.. إلى
الحب ..ومعاناتنا في الدنيا سببها الحب ،
والحب لا موعد له.. فإن القلوب تخفق على
غفلة منا ..وبلا استعداد..ودون تقدير للأمور ،
عندما علم خالها أمين فضل  بأن مستلم
المكتبة الجديد في الجامعة هو سهل ،جرى 
إلى  زيارته في المكتبة،
دخل ..ألقا التحية ..ليتفاجأ بسناء تجلس مع
سهل وأول ما خطر بذهنه هو تخصص سناء
في علم النفس،كذلك نجاحها في عيادتها
المتخصصة في علاج الأمراض النفسية 
لكن ما رآه يوحي بغير ذلك ..أنه يرى أمامه
عشاق،
وبالرغم من ذلك فالمحبة أو العاشقة تكشفها
نظراتها ويكشفها إرتباكها ،
أما سهل فعندما رأى الدكتور أمين حتى
تبدلت ملامحه وتغير مزاجه فجأة وشعر
بالتوتر ولم يرد  على تحية الدكتور أمين ،
لكن سناء وبحكم الذكاء الكبير الذي تمتاز
به لاحظت عدم إستلطاف سهل لخالها أمين
مما يدل على معرفة سابقة بينهما فقررت
أن تعالج الموقف ،فنهضت وقالت :
-أهلين خالي...طيب سهل أنا بدي أروح هسى
بشوفك بكره؟
هز سهل رأسه بالموافقة دون أن يتكلم ،
عندما غادرت سناء ابتسم الدكتور أمين وقال
بحنو ولطف .
-كيفك عمي سهل ؟
رد سهل باقتضاب:
- أنا كويس طالما أنت تاركني بحالي أنا كويس.
ابتسم الدكتور  أمين بلطف وقال:
- سهل..يمكن الظروف خلتنا نلتقي مرة ثانية
و......
لكن  سهل قاطعه ثائرا وقال:
-ياأخي لاظروف ولا إشي إبعد عن طريقي ...
إبعد عن طريقي وبس ؟
ثم رفع مكتبه من جهته وقلبه من مكانه حتى
تناثرت الأوراق هنا وهناك ،
رد الدكتور أمين بإشفاق ليهدىء  من ثورته:
-حاضر ..حاضر لا تزعل هيني رايح...رايح؟
وخرج الدكتور أمين من المكتبة وهو يهز
رأسه أسفا،
كانت سناء تستعد للمغادرة عندما قال لها خالها
الدكتورأمين:
- إنت لسى هون ..كويس كثير خليني اوصلك
بسيارتي لأني بدي أمر عليكم ؟
خرجا معا ..إستقلا العربة وقادها آمين دون
أن يسرع في القيادة بينما يستعد للحديث
معها،
كانت سناء مبتهجة على الدوام ومنذ أن تعرفت
على سهل والإبتسامة لاتفارق شفتيها،
لاحظ خالها إنها تحب سهل ..بل وغارقة
بحبه..وذلك بحكم مهنته كطبيب الأمراض
النفسية من جهه ..ومن جهة ثانية  كونه
مدرسا لها،
لكنه احتار بأمرها هذه المرة ..أولا لأن ذلك
الحب غير متوقع ،وقد يكون الإختيار خاطىء،
ومن جهة أخرى هو يهتم بسناء وتخصصها
وبراعتها ،ثم حماسته هو ليتابع عن كثب قصة
حبها لسهل وكيف ستجري الأمور،
وحين أخر يتشتت تفكيره  ..هل سناء تحب سهل فعلا ...
أم هي تلعب لعبة عليهما معا...
هو وسهل ..
قال والابتسامة لاتفارقه:
-أيوه...وين وصلتي ياخالي؟
كانت سناء لاتزال شاردة الذهن ولم تسمعه
فقال مداعبا :
-سنااااااء نحن هنا هههههه؟
ضحكت سناء وقالت :
-سرحت شوي .
قال خالها مفاجئها:
-انا بعرف إنك إنت وسهل بتحبو بعض ؟
-أ...أنا...أ.
قال مدابعا:
-احكي احكي مافي داعي للخجل يا دكتوره
شو إنت ...يعني هو الحب جريمه؟
قالت له بعد أن علمت أنه لا مناص من الاعتراف
أمام طبيب نفسي متمرس يعلم بلواعج القلوب
يقرأ الشخصية فورا بمجرد أن يراها:
-أه ..بحبه صح إني ماكنت متوقعه إني أنا
احب بالمرة ،لأني بفضل الزواج التقليدي..
بس هذا إلي صار.ههههه الحب سلطان .
إبتسم وقال :
-وشو هو الاشي إلي حبيتيه فيه.....أ...بقصد
يعني كيف حبيتيه...انا مابنزل من قدره ..ولا
بدي احبطك..هو شب كويس ..بس كيف
صار الإعجاب؟
-أخلاقه..شخصيته ..أدبه ،صح هو عصبي
شوي ،بس بينحب.
إبتسم آمين وقال بذكاء:
-طيب الله يوفقك، بس ...حاولي إتوازني بين
عقلك وقلبك؟
قالت بثقة:
-لاتخاف علي من هاي الناحية تربايتك خالي.
قال وهو يرمي بورقته الأخيرة لينهي الحوار
وثم يتابع سير الأمور  عن كثب :
-سألتيه إذا كان متزوج أو عنده أولاد  وللا  لا ؟
قالت سناء بسرعة :
-شوه.

(يتبع....)
تيسيرمغاصبه
١٩-١١-٢٠٢١
####


تعليقات

المشاركات الشائعة