آه يا أبي: بقلم سكينة مرباح

 آه يا أبي

لماذا تركتني أكبر يا أبي؟

كنت أسمع كلامك ولا أخالفك

لو أنك طلبت مني ألا أكبر لما كبرت

تحملت شقاوتي وزلاتي وأخطائي 

مبتسما في وجهي دائما

مربتا على كتفي الصغير برفق

لم تعاتبني يوما فقط كنت تمسح على رأسي

اليوم أفتقد يدك الحانية

وقد تفرعت بي الدروب

فجأة كبرت، لم يعد ظلك يغطيني

لم تعد يداك قادرة على احتضاني

وفي البعد أضناني الشوق

لفني الخوف والبرد والصقيع

لا  هي الحياة حلوة ولا  هي مرة

فقدت طعم المذاق

عبثا أفتش بين أشيائك عن ما ضاع مني

ولا شيء يزيل ضياعي وتشتي

أخاطبك فلا ترد.....

ليتني أسمع صوتك، ليتني أسمع همسك

ولو معاتبا .....

غريبة هي الديار

لعلها مثلي تشتاق وقع خطوك

أخالهة تشرع الأبواب لاستقبالك

كلما تساقط المطر أسمع صوتك

لا تنس معطفك .....

لم يعد المعطف دافئا يا أبي

لم يعد بالموقد جمر

جدتي تنتظر قدومك لتبدأ سهرتنا

 أمي تراود عيوننا كل مرة

تلهينا عبثا لننام على شوق

ونصحوا على لهفة اللقاء

لم تخبرني يا أبي إني إن كبرت

سأجدني وحيدا ألتحف ذكريات

تكاد تبلى.....

آه يا أبي.....

ليتني ما كبرت.......


تعليقات

المشاركات الشائعة