قلوب بيضاء: بقلم تيسير مغاصبة

 (قلوب بيضاء)

قصة مسلسلة 

بقلم:تيسيرمغاصبه 

-------------------------------------------------------------

    -٤-

،،،ورود،،،


دلال...

بالرغم من أن البنت الصغرى سهام تمتلك النصيب 

الأكبر من الجمال والسحر والأنوثة والجمال الصارخ المثير ،

لكن بقية أخواتها أيضا يمتلكن جمال لا يوصف، 

ذلك الجمال المتوارث والمكتسب من طبيعة 

المناخ المعتدل والجبال الخضراء ورائحة الأزهار 

والشيح والزعتر وكل ماتمن به الطبيعة،

فدلال هي توأم سماح ؛لكن لايوجد أي تشابه 

بينهن بحيث يتوه الناظر بينهن ،

فدلال جمالها له ميزات تختلف عن ميزات 

جمال سماح ،

فدلال  تتميز بالجمال الطفولي الهادىء..

والصمت الطويل..والتأمل ،فأمتلكت موهبة 

الفنون الجميلة وتحديدا الرسم التشكيلي ،

وهي تشارك في جميع المعارض المشتركة 

كذلك الخاصة بها وحدها ..إلى جانب تخصصها 

كخبيرة تغذية في أكبر المراكز الطبية 

وأشهرها،

وبالرغم من سعادتها في بيت الأسرة إلا إنها 

تتألم من الأوهام وماتشعر به من قلق 

وخوف على أسرتها..الأب والأم وأخواتها،

تخاف من غدرات الزمان.. والمجهول ،

واحيانا تنهمر دموعها فجأة لمجرد توغلها 

في الأفكار والوساوس، 


سماح....

أما سماح أختها التوأم فهي لايهمها سوى 

الحاضر ،فتردد دائما " اتركي بكره لبكره؟"

ودلال تمتلك صوتا رائعا في الغناء كالغيثارة..

إلى جانب مهارتها في العزف على 

البيانو ،وكونها مدرسة في مركز لذوي 

الإحتياجات الخاصة فهي لاتقبل أن تترك 

واجبها تجاه هؤلاء الأطفال من أجل إحتراف 

الفن والغناء ،خصوصا إنها قد تعلقت بهم 

كثيرا،


سهام....

هي شيئا أخر...

عالم أخر..

فهي تعيش العشق ..لكن ..عشقها لنفسها..

فتقدس جمالها الساحر ..وتخاف عليه وتحميه

وتحرسه كما تحمي وتحرس المجوهرات..

بل تخاف على جمالها من العين ومن الحسد..

فتحصن نفسها في الصباح والمساء بالمعوذات،

وتقبل إنعكاسها  على المرآة في كل حين ..

وتمضي وقتها أمام المرآة ،

وسهام لا تعترف بشيء أسمه الحب ابدا ..

ولايمكن أن تتصور نفسها بين أحضان رجل ،

ومهما كانت مواصفات هذا الرجل ..

وعندما يحضر أقارب من القرية لزيارتهم وتجد 

نفسها قدتلقت قبلة أو أكثر من إحدى قريبات 

أمها كانت تستحم بالماء والديتول، 

فكثيرا ما تقول "انا خلص إتزوجت حالي؟'"

وإنها لن تكون حبيبة إلا لنفسها، 

كثيرا ما كانت تسخر من أخواتها وهن 

يشاهدن المسلسلات التركية ويقرأن الروايات 

الرومنسية فتسخر منهن وتصفهن 

بالمجنونات أو المريضات، لأن في مفهومها 

أن الحب للغير مرض عقلي وخلل في الشخصية،

فعشقت نفسها لدرجة إنها قالت حاسمة الجدال :

"انا خلص لاتجيبولي سيرة الزواج ،لأني 

متزوجة من نفسي؟!" 

ترد عليها أختها الكبرى سناء المتخصصة في

علم النفس :"بس انا شايفه العكس ،أنه البنت 

إلي ما بتحب ومابتتزوج بتكون مريضه ..

ومخالفة للطبيعة؟"

فترد بثقة :

"هذا كلام ورق وكتب بليه وأشربي ميته ..

شو مخالفه ومش مخالف حبيبتي..هذا 

الحكي بتحكيه للمرضى عندك بالعياده؟"

تقول دلال معاتبة أخواتها:

"يابنات انا شايفه إنه كلامكن تجاوز إحترام 

رأي بعضكن..بلاش بابا يسمع ويزعل..يعني 

يا إما كل وحده بتحترم رأي الثانيه مهما كان 

يا إما إنهن الكلام وبلاش فلسفه؟"

تقول سناء ضاحكة:

"احنا بنحكي حكي عادي بدون زعل ..ههههه بعدين بابا منحنا كمان الديمقراطيه؟" 

فتضحك دلال وتقول بعتاب:

(بس لاتستغلن الديمقراطية ؟"

تتركهن سهام  وتدخل غرفتها ..

تقف أمام المرآة فتقبل إنعكاسها على المرآة 

وتقول :

"معقول ياناس هذه الملكة يمكن أن تكون 

بين أحضان رجل ؟"


(يتبع....)

تيسيرمغاصبه 

١٤-١١-٢٠٢١


تعليقات

المشاركات الشائعة