حوار مع الحمار: بقلم عبدالله جعيلان

 حوار مع الحمار 


_لِمَ تكره الحمير إلى هذا الحد؟

_اللعنة عليهم! تلك الفصيلة الحمقاء لو سنحت لي الفرصة لجمعتهم في حفرة كبيرة لأسبوع،

بعدها سأعلق القليل من العلف تاركًا أعينهم تترنح معه بحسرة!

_لماذا كل هذا الحقد؟

_أتصدق ياسيدي؟ كان جاري النتن ذاك! يجوب أحياء المدينة بالحمار المحمل بأكوام الحديد (العتيق)، لقد كنت أعطف عليه كثيرًا حينما يركنه في آخر الزقاق تحت الشمس الحارقة، احمل له العلف والماء، حتى أكون صادقًا كنت أرشه في بعض المرات، بعدها يرفع أذنيه الطويلتين شاكرًا.

_لقد كنتما صديقين؟!

_نعم، حتى ذلك الوقت، كنت انتظر عودة سارة من المدرسة، لقد أسرني الاشتياق لها بعد أن ابتعدنا لأشهر، جاءت سارة واختبأنا تحت عربة صديقي الحمار بلهفة، تغزلت بها قليلًا، حينما أزحت جدائلها وأنا اقرأ آخر نص كتبته لها ربت الحمار الأرض بحوافره وهو يرميني بنظرة غاضبة، لم أكترث له!

ابتسمت سارة، وأطلقت العنان لشفتي قبل أن أرتوي من شفتيها، رفع أذنيه رافسًا العربة بنهيقٍ مرتفع، وكأنني أردت تقبيل أخته!

"هل أدركت الآن لماذا أكرهكم ياسيدي؟"


عبدالله جعيلان


تعليقات

المشاركات الشائعة