تبرير نبض: بقلم سمية جمعة

 المركز الرابع: --- 20

سمية جمعة


26 -   للمسابقة

تبرير نبض 


باغتها تغلغل الأصابع

بين طيات بتلاتها،و هي الخجولة الحالمة، و تلك الفراشة أنثى عاشقة لا يهمها  متى تتوقف عن لثم الشفاه،كان البستاني .. منذهلا بذاك المنظر ،و هو القابع فوق تلة الصبر ،كانت الشمس تقبله كل صباح تلملم النعاس عن عينيه فينتشي طربا،تمطىّ حتى كاد يصل الشجرة ،كان العصفور مسترخيا ينظر بشغف إلى حبيبة اختبأت خلف الأغصان.

تساءل بحيرة:

ما لهذا اليوم لم يترك لحظات العشق إلا و مارسها بسخاء،و أنا المتمدد هنا على حافة الانتظار.

و بينما هو شارد و اذا بصوت يجلجل .. و يشق الصمت بثبات،استوضحه كان صوت زوجته، 

وقف مرتعدا و كأنه تلميذ،خائب نسي وظيفته،

ماذا سيقول لها لو سألته، عن تأخيره؟

هل سيشرح لها ... عشق تلك العصفورة المتمردّة

أم عن خجل تلك الوردة منحنية بين أصابع فراشة؟

جرّ خطواته إلى البيت،تاركا  كل شيء خلفه،

و دخل في عاصفة مدوية من الأسئلة ، بدأتها الزوجة و الشرر يتطاير من عينيها  ، أنصت بكل جوارحه،لم يرد ،كانت صورة العصفورة تدغدغ خياله، ابتسم ،و هنا راحت الزوجة تكيل له الشتائم،و التساؤولات ،لم تبتسم،أي وجه أنثوي قد اقترب من فمك، كم عانده الوقت، و كم اشتهى أنثى توقظه من نومه و هي تبتسم و تردد له كلمات الحب، في كل ليلة كان يراوده طيفا يزيح التعب عن كاهله و يفتح له بوابات الأمل، 

و شرد مرة أخرى في عصفورته التي آفردت جناحيها بكل حب   و علت زقزقتها عندما اقترب منها عصفورها، و تململ في فراشه و صور كل الطيور و حيوانات الغابة و هي تستسلم لطقوس العشق ،كم تمنى لو اصطحب زوجته مرة  و شاهدت ذاك التخييم العشقي ؟ لو نسيت مرة تلك القسوة و تذكرت أنها أنثى ؟ لو و ترددت الأسئلة في. فكره ،و بصوت واحد يستيقظ على صوت زوجته و هي تنادي ، ينقصنا الخبز ،هيا فإن الفرن قد ازدحم.

*****


تعليقات

المشاركات الشائعة