أبي غمامة تسقي الديار: بقلم محمد شداد

 أبي غمامة تسقي الديار

*************

إخوتي و أنا...

 لا نعرف لأبينا أثرْ!

منذ عامٍ و أكثرْ.

يهاتفنا ناداااادراً...

ليقول لنا:

كونوا يداً واحدةً.

كلما نسأله ما بكَ أبي؟

يقول لنا:

كونوا يداً واحدة.

يعترينا صمتٌ غريب،

و تلفحنا شمس الهاجرة.

فيعلو النحيب.

أبي كالطائر...

حيثما هاجت الأشواق رحلْ

اليوم هنا و غداً هناك...

بين الجبال و الوحلْ.

 و السماء تصرخ...

 فوق رأسه بالرعودْ.

و يبلل ملاذه المطر.

و أبي يزأرُ...

في الأقاصي و الحدودْ

يحمل السلاح...

و سبابته على الزنادْ.

***

في غياب أبي...

يخرج عن الطاعة أخي...

يا ليت أبي عادْ!

ليراه كما نراه الآن...

و ما يعتريه من عنادْ!

يجوب الشوارع ليلاً...

و يهلل لأبواق السيارات

و هو مع الزمرة منتشياً...

و نحن جميعاً نجثو...

أمام القيادة...

لكن يا حسرةً على أخي...

بلسانه و سبابته...

 يشيرُ و يلعن الجند و القادة!

يا حزني عليك...

يا وطني!

صرتُ بلا ساده!

من يحميك من الأعداء؟

من يحميك من الأبناء؟

من يحميك من الساسة؟

أخي وطن...

و أنا وطن...

 و أنتَ وطنْ،

و أبي قلبٌ كبييييير...

يحتوينا و الوطنْ.

لكن يا حسرة على وطنٍ...

تسكنه الصراعات و المحن!

صراعنا على ماذا؟؟؟

على كرسيّ؟!

أم قطعة خبزٍ...

أم كتاب؟

و أسواق النخاسة...

كل صباحٍ تدق طبولها...

على مسامعنا...

 بخبثٍ وكياسة!

أين الإجابة؟

و الكثير لا يعرف منّا...

القراءة و الكتابة!

و الجميع...

في وطني...

يصرخووووووون

نحن خلقنا للرئاسة

يااااااا للتعاسة!

*********

محمد شداد

تعليقات

المشاركات الشائعة