للهفوات أنواع: بقلم رعد محمد المخلف
للهفوات أنواع ... ( مقال)
يتقدم بنا العمر وشيئا فشيئا تظهر في عقولنا ظاهرة الهفوة أو الـ/النسوة/ كما أحب أن أسمّيها؛ ولكن هفواتي و/نسواتي/ ليست خطيرة إذا ما قُورِنتْ بهفوات الآخرين ، فمن /نسواتي/ أنني كنتُ في أحد الأسواق بغية شراء غرض ما، حيث التقى بي أحد الأشخاص وأخذ يقبّلني بحرارة، وانا كذلك، وبدأ سيل الأسئلة المحرجة وخاصة / الحزورة / التي أكرهها جدًا:
- هل عرفتَني؟
طبعا أبدأ بمحاولة التذكّر دون جدوى ولكنّني أحاول الهروب من /حزّورته/ بالسؤال عن الأهل بشكل عام مع الأخذ بعين الاعتبار عدم السؤال عن والده خشية أن يكون ميّتًا منذ زمن بعيد، فينكشف أمري .لكن حيلتي لا تنطلي على الشاب الثلاثيني حتى يبادر وبإلحاح منقطع النظير : - ها… أمازلتَ لا تتذكرني ؟
وأطلق جوابًا سريعًا :
- أأنت ممّن علّمتُهم اللّغة الروسيّة في المعهد...؟
فيجيب :- آه… أيُعقَل أنّك لم تتذكّرني يا أستاذ ...؟!!
ومن جوابه كنتُ موقِنًا أنّه لم يكنْ من طلّابي، وفي اللّحظة التي بدأ الحرجُ يتسلّل إليّ، أردف بسخرية الشباب قائلًا:
- ما شاء الله يا أستاذ ذاكرتك حديديّة ثاقبة…… أنا ابن جارك في الطّابق الأوّل ...!
لكن بعض الهفوات والـ/نسوات/ قد تُبرّر لشخص مِثلي على /قدّ الحال/، لكنّها عند البعض الآخر ليس لها تبرير، فمثلًا، جواب وزير زراعة أحد الدول العربية حين أجاب عن سؤال أحد الصحفيين الأجانب عن سبب تدنّي محصول البطاطا في بلاده :
- السبب هو انحباس المطر وسوء الأحوال الجويّة من عواصف رملية إلى آخره...
- لكن يا سيّدي في هذه السنة بالذات كان معدّل الهطول متميّزًا في بلدكم ولم نلحظْ أيّ عواصف رمليّة، نتيجة للهطولات التي حصلت، أريد من سيادتكم جوابًا أكثر وضوحًا.. !
تلعثم الوزير وأراد أن ينهي المقابلة بجواب سريع :- نسينا أن نزرع البطاطا هذا العام .
امّا /نسوة/ صاحب المولّدة الخاصّة فهذه
/ كفرة/ ، حيث أنّه في أحد الأيام وكالعادة، لم تعمل المولّدة في وقتها المحدّد وحينما توجهتُ إليه برفقة بعض من رجال الحي أجابنا بجواب صعقني به، انا ومن معي :
- لقد نسيتُ أن اشغّل ..!
لقد اعتدنا أجوبته السّابقة كأن يقول : لا يوجد وقود أو يوجد عطل في المحرك أو هناك أعطال في القواطع، أمّا أن يجيب كما أجابنا، فهذا والله ما يستحق عليه / براءة اختراع/.
فهل / حالة النسيان/ عندي كهؤلاء ؟ أجيبوني أجاب الله دعاءكم ...!
✍️ رعد محمد المخلف
تعليقات