عزرائيل: بقلم تيسيرالمغاصبه

 "عزرائيل"

قصة مسلسلة

بقلم :

تيسيرالمغاصبه 

------------------------------------------

     -٤-

،،حاصد الأرواح،،


كانت الشمس قد أغربت وإختبأت خلف الجبال كي لاترى أبدا ما يحدث ..أو لتكن ستارة على حكايا الصحراء القاسية،

قال بلال:


-إسمع أخي ثائر ،هم يعتقدون بأني وحدي ولذلك  عليك البقاء  في الناقلة وحاول أن لا يرونك،بينما أنا سأذهب للتحدث معهم لأعرف ماذا يريدون مني أبناء ال..........؟


-لكن قد يأذونك .


-أن جميع الاحتمالات واردة ،لكن أنا معي سلاح ؟


ثم مد يده إلى جيب العربة وأخرج منها سلاح آخر وقال :


-ليبقى هذا السلاح معك ولاتتدخل إلا عندما أعطيك إشارة ،ولكن بحرص شديد؟


-حسنا أنا معك إلى الموت.


-إن إنتهينا بسرعة سنغادر قبل وصول الشرطة،بعد ذلك سوف تحسب حادثة عراك بين  مجرمين أو خلاف بين قائدي الناقلات وقد قتلوا بعضهم البعض لأن ذلك كثيرا مايحدث ؟


ترجل من الناقلة ثلاثة رجال ..وضعوا على الشارع لوح خشبي غرزت فيه المسامير لاجباره على التوقف ..أوقف بلال الناقلة من مسافة  قبل الوصول إليهم كي لايروا ثائر ويعلموا أن معه رجل آخر،

ترجل من الناقلة وتوجه إليهم ..أحدهم أشهر سلاحه في وجهه وأخر قام بتفتيشه وأخذ  سلاحه منه ..تحدثوا إليه قليلا ومن ثم إقتادوه يريدون أخذه وراء الصخور ،هنا نظر بلال إلى ثائر من بعيد وكان ثائر قد نزل من الناقلة وكمن لهم ..نادى بلال وهو يشير إلى ناقلته  ليثير الرعب في قلوبهم:


-يارجال ؟


هنا أطلق ثائر النار..شائت إرادة الله أن  تصيب الرصاصة أحدهم فترديه قتيلا،  إعتقدوا أن بلال قد أعد لهم كمينا ، فدب  الفزع في قلوبهم، ثم أطلق ثائر النار مرة ثانية وهو يجري إليهم  فأصاب الآخر في بساقه ..بينما ترك الرجل الثالث  رفاقه وصعد إلى ناقلته وإنطلق بها فارا،

تقدم ثائر من الرجل الجريح وأطلق النار على رأسه ليرديه قتيلا هو الأخر ،

إستعاد بلال سلاحه من أحد القتيلين  وقال :


-هيا بسرعة؟


جريا إلى الناقلة وإنطلقا متابعان طريقهما،

قال بلال وهو يضرب بكفه على كتف ثائر :


-والله خطير أنت  أخي ثائر ليتني إلتقيتك سابقا  لفعلت المعجزات؟


رد ثائر بدهشة :


-أنت واهم أخي بلال انا لاأجيد أستعمال السلاح وقد كان إطلاقي للنار عشوائيا.


-كل ذلك كان عشوائيا هههههه  ليتك تفتح لي قلبك أخي ثائر ؟


-والله أني أقول الصدق.


ضحك بلال وهو غير مصدق مايقوله ثائر ،فقد كان يرى بأنه إنسانا غامضا،

وفي الواقع أن ثائر لم يكذب عليه أبدا،

ثم تابع كلامه الفاحش:


-لو الزمن يعود إلى الوراء لأختطفت أخت ذلك القذر الذي فر و..........؟


-أستغفر الله العظيم.

فكرر بلال :


-أستغفر الله من كل ذنب عظيم؟


كان ثائر يتمنى أن يصطلح حال بلال تماما وأن يتخلى عن عباراته الذيئة،لتكتمل تويته، حتى لو كان أحيانا لايقتنع بتلك التوبة ويشك بمدى صحتها،


وهكذا يرد ثائر الجميل لبلال الذي أنقذ حياته من الثعبان الذي كان يتربصه ،لكنه فعل شيء لم يكن متوقعا منه ولا يمكن أن يصدقة أحد ،فهو بلحظة أرتكب جريمتي قتل بدم بارد،

ماهو الشيء الذي بدله هكذا ..ماهو الشيء الذي حوله فجأة إلى مجرم ..إلى حاصد أرواح..إلى عزرائيل ..هل هو الحزن ..أم أنه قد إتخذ قراره بالابتعاد عن الله في الوقت الذي عاد فيه بلال إلى الله.


*   *    *   *   *   *   *    *   *   *   *


وصلا إلى ميناء العقبة ليلا ..أنزلت الحمولة  ..في الميناء ثم قال بلال:


-الآن أخي ثائر لنذهب إلى الفندق لتناول طعام العشاء والنوم كي ننطلق  برحلتنا التالية في الصباح الباكر ؟


قال ثائر باستغراب:


-من خلال رحلتي معك رأيت أن ذلك العمل مرهق جدا والطريق ممتلئ بالمخاطر ..لكن بما أنك ثري جدا ماالشيء الذي يجبرك على الإستمرار بتلك المهنة ؟


-آآه..أن كل من لديه أموال فهو يعيش  كالحوت تماما فيحب أن يزيد أملاكه دائما؟


-وهل هذه المهنة تدر عليك المال الذي يستحق تلك المعاناة؟


-ههههههههه أتعرف كم كان أجري على تلك الحمولة؟


-كم .


-ألف وثمان مائة؟


-الحمولة الواحدة !!


-نعم ويمكن أن أطلب أكثر؟


-أنه لأجر  مغر حقا.


-وغير ذلك أنا قد عشقت الأسفار وذكرياتها ومغامراتها..وقد نشأت  حالة عشق بيني وبين ناقلتي ..وإن توقفت سأموت ههههههه تستطيع أن تسمها زوجة لي أيضا؟


-سبحان الله .


*   *   *    *    *    *    *    *    *    *


في صباح اليوم التالي كانت الناقلة منطلقة في حمولتها الجديدة بالطريق الصحراوي بينما بلال لايكف عن الحديث :


-في الرحلة القادمة سآخذك معي إلى بيتي لتتعرف على أولادي في العقبة ؟


-إن شاء الله...نعم نسيت أنك متزوج من خمسة وثلاثين زوجة .


-هن أربعة وثلاثون ؟


-لماذا نقصن واحدة هكذا.


-نسيت أن أخبرك بأني قد قتلت واحدة منهن ههههههه؟


-أتمازحني أخي بلال.


-بل اقول الصدق..أنا قتلتها بالفعل ؟


-ولماذا .


-عندما إكتشفت بإنها تخونني؟


-ياإلهي .


(يتبع....)

تيسيرالمغاصبه 

١٦-٤-٢٠٢٢


تعليقات

المشاركات الشائعة